رجال ونساء لا يقبلون النقد !

نيفين عباس

إسداء النصائح قد يكون فى كثير من الأحيان سلاح ذو حدين ، فهناك نصائح تحمل قليل من النقد الإيجابى الذى لا يهدم بل يساهم فى النجاح والتقدم وتصحيح الأخطاء وهناك بعض النصائح التى تحمل نقد سلبى يؤثر بشكل كبير على الشخص المُتلقى ليصبح أسوء مما كان عليه

هناك أنواع من النساء والرجال يعتبرون أنفسهم منزهين عن الأخطاء ، فهم لا يخطئون أبداً يرون أنفسهم فى صورة كاملة غير معرضة أو متقبلة لإسداء نصيحة أو نقدها لتصحيح خطأ ما قامت به ، مثال على هؤلاء الرجل الذى على أتم إستعداد لتقلى الكلمات الجارحة والنقد الهدام من مديره أو رئيسه بالعمل فقط لأنه يملك الصلاحية أو السلطة الأعلى ، فى حين أنه لا يقبل أبداً نقداً بناء من زوجته أو شقيقته أو أحد الأصدقاء وهذه النماذج من الأشخاص يفتقرون إلى الثقة بالنفس تماماً لأنهم يعانون من بعض عقد النقص التى ساهم المجتمع فى ترسيخها داخلهم أيضاً التربية الخاطئة لها العامل الأكبر فى الأمر ، فهو يقوى على من أضعف ويضعف أمام من أقوى !! ، أيضاً هناك بعض النماذج التى لا تقبل النقد من النساء كالنساء التى لا ترى بداخلها أى مظاهر نقص أو عيوب ، أخذت من الجمال كل الصفات وتركت القُبح والصفات السيئة للأخرين وهنا نحن أمام شخصية نرجسية لا تحب إلا نفسها ولا ترى إلا ذاتها فقط ، من الصعب بل مستحيل أن تقبل هذه الأنواع من النساء النقد وحتى الرجال مثلهم فعقدة “أنا” لديهم كبيرة ومن الصعب التخلص منها ، هو القائد ، ومحور الحديث دائماً ، لا يرى أنه بإستطاعة أى أحد إسداء النصح له أو إنتقاده فى بعض التصرفات فهو لا يخطئ أبداً ويشعر أن الجميع بدون توجهاته يعانون من الفشل والإحباطات فالجميع لم يصل أو يرقى بعد لدرجة الذكاء التى يتمتع هو بها لذلك ليس من حق أى أحد توجيه النقد له ، هناك بعض الأنواع الأخرى التى لا تقبل النقد وهى الشخصيات المغرورة التى وصلت إلى أحد المراكز المرموقة وظلت تغرق فى بحر النفاق من المحيطين حتى صدقت هذا الكذب المُجمل بالكلمات المعسولة والإطراء والمديح المستمر ، أصبح من الصعب للغاية توجيه النقد لهم أو حتى فكرة تقبل أن يناقشهم أى أحد وهنا نحن أمام أشخاص فى غاية البؤس ويستحقون الشفقة فهم فى حقيقة الأمر وحيدين بلا أصدقاء ، فالصديق الحقيقى يكشف الحقائق ، يزيل العقبات لا يساهم فى بناؤها ، دائرة المعارف تتسع كلما إزداد الإنسان رِفعة وتقدم فى حياته وكلما إتسعت دائرة معارفنا أصبحنا مشتتين أكثر وأكثر فنحن أصبحت 90% من علاقتنا بالأخرين قائمة على المصالح المتبادلة وحين تنتهى تلك المصلحة نجد أنفسنا تحت مجهر التجريح والنقد المؤلم الهدام ونظرات تحمل الكثير من السخط والإحتقار ، لذلك يجب أن يتمتع الإنسان بالقليل من الروح المتسامحة المتقبلة للأخرين ، إستمع جيداً لمن حولك وحاول قدر الإمكان تقييم الحديث فهناك مقولة تقول ( لا تكن كالذى كسر المنبه لأنه أيقظه ) مما يعنى أننا يحب أن نستمع جيداً ونحلل الحديث والنقد الموجه لنا فقد يكون الأسلوب الذى تم إيصال النقد به غير ملائم أو صاحبه لا يتمتع بحنكة يستطيع من خلالها إيصال مقصده الحقيقى من الحديث ولكن حتماً هناك بعض الأحاديث التى من الممكن أن تحمل لنا الكثير من الحب حتى وإن كانت تفتقر إلى الكلمات الطيبة التى تريح القلب فالدواء مهما كانت درجة مرارتة إلا أنه يشفى من المرض ويظل أفضل بكثير من الكلمات المعسولة التى لا تودى بنا إلا للظلام والضياع والتظليل

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *