رجاء إنساني.. لمعالي وزير الصحة
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت بن طالع الزهراني[/COLOR][/ALIGN]
.. هيئة التخصصات الطبية، أثارت قبل اسابيع لغطاً واسعاً وسط طلاب المعاهد الصحية وأولياء أمورهم، عندما اعلنت على لسان مسؤول العلاقات العامة بها عبد الله الزهيان، في \”عكاظ – السبت 26 ذو القعدة 1430هـ \” أنه لاوظائف لخريجي هذه المعاهد.
.. أظن أن أكبر صدمة يمكن أن يتلقاها الانسان، أنه تقول له : إن مستقبلك مظلم.. أو أن تقول له إن ماتفعله الآن هو تضييع الوقت وأن شهادتك التي ستحصل عليها قريباً، لن يكون لها من دور، سوى أن \”تبروزها\” وتعلقها في جدار غرفتك.
.. هذا بالضبط هو معنى البشارة \”السيئة\” التي قدمتها هيئة التخصصات الطبية أمام الألوف المؤلفة من طلابنا الذين يدرسون الآن في المعاهد الصحية الأهلية، ويدفع كل واحد منهم من جيب أبيه مبلغ \”50\” ألف ريال تقريباً ثمناً لدراسته.
.. إن اعلان الهيئة بعدم وجود وظائف لخريجي هذه المعاهد لايعفي الهيئة من المسؤولية، ولن يكون نهاية المطاف أن تقول للناس أن الوظائف \”ابعد من قرص الشمس\” .. بل لابد أن تتحمل الهيئة مسؤولية عظيمة، يوم تركت الطلاب يسجلون في هذه المعاهد، وهي تتفرج عليهم.
.. المعاهد الصحية – أصلاً- لايمكن أن تفتح أبوابها الاّ بموافقة الهيئة، ولايمكن حتى أن تفتح قسماً جديداً في أي معهد الا بترخيص من الهيئة، ولايمكن ان يسجل الطالب الواحد اسمه في أي معهد الاّ بعلم الهيئة، فأين كانت الهيئة؟
.. هل كان العاملون في الهيئة في اجازة خارج البلد، وهم يرون تزايد عدد هذه المعاهد، ويرون الطلاب يتوافدون عليها بالآلاف، ويدفعون \”دم قلبهم\” لها، ثم بعد أن \”وقع الفأس بالرأس\” تأتي متأخرة جداً ، وتقول لهم \”لا – وظائف\” ؟!!
.. الهيئة تتبع وزارة الصحة ونتطلع حقيقة أن يقول معالي وزير الصحة الدكتور \”الانسان\” عبد الله الربيعة كلمته في هذا الشأن، لأننا في الواقع لانريد اعداداً جديدة من العاطلين، ولانريد ان نزيد رقم البطالة المرتفع – اصلاً – بين شبابنا، ولانريد أن يتعب ويسهر ابناؤنا، ثم يجدون \”السراب\” في نهاية المطاف.
.. المسألة بصراحة أمانة، وأمانة عظيمة جداً أمام الله تعالى، ثم أمام المسؤولين الكرام في بلادنا،وأمام الجيل الجديد من شبابنا، الذين صدمتهم حقيقة تلويحات مسؤولي هيئة التخصصات الطبية، نعم صدمتهم في العظم!!
.. ما الذي يمنع – وهذا هو الاجراء الطبيعي – أن افتح مجال التوظيف أمام الطلاب الذين يدرسون حالياً بالمعاهد الصحية، ثم بعد ذلك أضع الشروط التي اريدها اعتباراً من بداية العام القادم، على أن تكون واضحة، ولها صفة الشفافية أمام الطلاب جميعاً.
.. أما أن أقفز على الأمور قفزاً هكذا.. ثم أصدم الطلاب الذين يجلسون على مقاعد الدراسة، ومنهم من وصل الآن إلى نهاية دراسة الدبلوم، وأقول لهم \”لا-وظائف\” لكم، فإن هذا ما لايقبل لا المنطق، ولا العقل، وليس من المسؤولية في شيء..ولنا أمل كبير في معالي الوزير الدكتور الربيعة، أن يتدارك الأمور، قبل أن يصطف طلابنا في الأرصفة في حالة \”بطالة\” جديدة لا أحد يرضاها!.
التصنيف: