[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د.إبتسام بوقري[/COLOR][/ALIGN]

بفضله تعالى انقضى موسم الحج على خير .. رغم هطول أمطار على المشاعر المقدسة والحجاج يقضون آخر أيام التشريق في منى لكن لم تحدث أية إصابات ، وربنا ستر عليهم وعلى أهل جدة الذين كانوا متوجسين خشية على مدينتهم الحبيبة من أن تتعرض لمثل ماحدث العام الماضي وسبب خسائر في الأرواح والممتلكات مازالت آثارها باقية لليوم. فمازال هناك من يعاني ليس فقط لفقد الأهل والأحبة ممن جرفهم السيل المدمر بل حتى لأنه لم يعد لحاله كما كان سابقا ، فهناك من لم تصلهم التعويضات كما تم الإعلان عنها وبعضهم مازال يعاني بعد العودة إلى بيته رغم تعرضه لأضرار بالغة تجعله غير صالح للسكن ومع هذا لم يجد بديلاً لأسباب قد تتعلق باللجان المسئولة عن تقدير أوضاعهم التي تضعهم في قائمة من يستحقون التعويض . و قبل شهور ذهبت مع أحد هذه الأسر شخصيا لزيارة بيتهم بعد الكارثة وكان في حال سيء جداً فهو بيت شعبي بسيط وأصبح خراباً ولايمكن تخيل أن يعيش فيه بشر لكن كما علمت من خلال تواصلي مع تلك الأسرة أنهم اضطروا للعودة إليه بعد إخراجهم من الشقق المفروشة التي نقلوا لها مؤقتاً ، ولم يجدوا من يسمع لهم أو يشعر بمعاناتهم.
كنت أتمنى أن يتم تعويض كل أسرة بشكل مناسب ونقلهم لمكان آمن منعاً لتكرار الفاجعة التي مروا بها ولم ولن ينسوها . وبعد أن سمعنا وقرأنا في الصحف أنه تم القبض على كل من كان مسئولاً في الإهمال المقصود أو بشكل أكثر صراحة من شارك بالفساد الإداري والمالي لكن لم يتم الإعلان عن أسمائهم , وهذا أقل حق لكل مواطن حتى يكونوا عبرة لأمثالهم .
نتمنى أيضاً أن يكون الاستعداد تاماً لأي طارئ قد يصيب بلادنا لاقدر الله – ربما وضعت بعض الخطط لكنها تحتاج لتطوير مستمر – وأن يتم تحسين الأوضاع سواء بالنسبة لتخطيط المدن أو إتقان تنفيذ المشاريع ومتابعتها.وأتمنى حقاً إحياء الضمائر التي ماتت لأنها كما ظنت أمنت العقوبة ولهذا أساءت وذلك بمحاسبة علنية لكل من تسول له نفسه التلاعب بالوطن ومواطنيه .وكل موسم أمطار وأنتم بخير .
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *