ربات البيوت لسن عاطلات عن العمل

• عبدالرحمن آل فرحان

إذا كان هناك من شريحة اجتماعية بحاجة للاهتمام والرعاية الاستثنائية من كافة قطاعات الدولة فهي شريحة ربات البيوت .. تلك الفئة التي اختارت التفرغ لإدارة شؤون البيوت السعودية من الأعماق ، من الأماكن الظليلة التي لا تخطر على بال فلاسفة التربية وأساتذة علم الاجتماع رغم رواتبهم الضخمة ومدخولاتهم المالية المتلتلة التفكير بها ، سيدات لا زلن في نظر بعض المأزومين والمأزومات عاطلات بل عمل ، فإذا كانت ربة البيت عاطلات بلا عمل فمن ذا الذي إذن يعمل بربكم ؟ ربات البيوت هن شموس المجتمع التي في أفلاكها تدور بقية شرائحه وأن كن متواريات خلف جدران بيوتهن ، هن أرائك الأوجاع حين إياب أصحاب الوظائف للبيوت ، وهن شرفات الأمل حين يغدون صباحاً لوظائفهم ، وهن بكل أسف وخز ضمير لكل أمة لا زالت تتجاهل أدوارهن وتصر على وصفهن بالعاطلات ، نعم ؛ فيهن من لا تحمل شهادات في الطب أو التمريض أو التدريس أو الهندسة ، لكنهن رغم هذا طبيبات وممرضات ومدرسات ومهندسات وواعظات ومديرات وأكثر وأكثر في منازلهن كلما لزم الأمر ، وفوق ذلك كله متعهدات لمؤتمرات الدفء والابتسامة لأسرهن خارج الدوام وقبله وأثنائه ، الرعاة الرسميين لحالات الشعور الآمن للصغير والكبير في محيطهن .. هن نسائم المودة والحب والرحمة .. هن السكن والاستقرار والطمأنينة .. إنهن الشريحة الأكثر تآكلاً لأجل الجميع دونما مناً منهن أو أذى ، ودونما أن يشعر بهن أحد إلا من استفاق فجأة وألفى بيته خالياً من ربته ، حينها يدرك من العاطل حقاً في المجتمع .
خلاصة الكلام وزبدته ؛ توقفوا فوراً عن وصف ربات البيوت بالعاطلات عن العمل ، وطالبوا كما يطالب كل منصف في هذا المجتمع في تخصيص مرتبات شهرية لهن نظير أدوارهن العظيمة ، وخدماتهن الجليلة للمجتمع الكبير ، فلولاهن ما استقرت أسرة ، ولا استقام فرد ، ولا هدأ بيت في أقصى القرية أو وسط المدينة ، ومن المعيب جداً بعد كل هذا العمل وصفهن بالعاطلات ، ومن المعيب أكثر أنهن إلي الآن لا زلن بلا راتب يغنيهن ولو عن ذل تسول شحن جوالاتهن الخاصة.

[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *