[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

كانت ملامسة \”الطائرة\” لأرض المطار .. المنقذ لي من \”أخينا\” الذي يريد أن يتحدث عن أي شيء وهو ما حدثتكم عنه أمس في هذا المكان، فما انفككت منه حتى وجدت نفسي أمام المسجد النبوي الشريف الذي كان ليلة الجمعة الماضية مليئاً ومزدحماً بهؤلاء الأخوة الذين أتوا من كل مكان.. ليحظوا بهذه \”اللحظات\” البهية والنادرة في هذه \”الرحاب\” ليخلصوا من تعب الدنيا وضجيجها، أتوا ليعيشوا أمتع أيامهم.. فهذا \”جاوي\” يتحرك في هدوء يكاد لا يشعر به أحد وذاك \”إيراني\” استغرق في الدعاء.. والآخر \”مصري\” يريد أن يرتمي على الأرض من شدة وجده.. وبجانبه \”سوداني\” غرق في تسبيحاته.. وأولئك هنود يتهامسون مشدوهين بما يشاهدون.. هكذا كانوا بأشكال متعددة السحنات.. ومتبائنة اللغات.. ومتباعدي العادات.. لكنهم هنا وفي هذا المكان المبارك لا يختلفون فيما يفعلون، ففعلهم واحد.. وقوف.. وتلاوة.. ركوع.. وسجود.. دعاء وتضرع الكل متجه إلى وجهة واحدة إلى قبلة ليس لها بديل عند أحد منهم.. لا شيء مختلف أبداً.. أبداً، وأنت ترى كل هذا لا بد لك أن تسأل: لماذا هؤلاء خارج هذا المكان.. مختلفون في حياتهم؟ لماذا يتصارعون في دنياهم؟ لماذا كل واحد فيهم ينظر إلى الآخر بريبة وتشكيك؟ وهم هكذا.. هنا في هذا المكان الذي فيه تبنى أصول الأشياء العزيزة والجميلة.. والمسؤولة أيضاً؟ الأسئلة أخذت تنثال على ذهني كالسيل الهادر تتزاحم.. أخذت طريقي بمشقة اخترق هذه الأجساد التي تشعرك بالتصاقها بروح المكان لأقف أمام \”الواجهة.. الشريفة\”.. للسلام على سيد الأنام، كتل من البشر تراصوا عقب صلاة \”المغرب\” يريدون السلام على هذا المظلل بالغمام صلوات الله وسلامه عليه عندما هزني \”بعنف\” صوت \”نشيج\” لألتفت إليه وإذا هو شاب \”يبكي بكاءً مراً\” ويكاد الدمع يشرقه وجسمه يرتعش كأنه \”سعفة\”.. خانتني شجاعتي أن اسأله ما به ومما يعاني.. ومضيت وأنا لا أعرف ماذا به؟ ليقلقني حتى في منامي.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *