[COLOR=blue]عمر عبدالقادر جستنية[/COLOR]

فلسطين ظلت وستظل القضية الاولى مع العدو الصهيوني للمسلمين والعرب وان تنازعتها اهواء العمل السياسي بحسب التبعية التي يخضع لها المتحدثون عن القضية، ولكن بعض اهلها فقط على تباعد نجحوا في تقديم القضية على انها احتلال وصراع على الالغاء .. وفوق ذلك الصراع الفلسطيني الفلسطيني الذي فرض على المتضررين، وقسم الدعم الى فريقين مؤيد واخر مناهض.
\”يتحدث الكثيرون عن مشكلة اللاجئين، ويظل اللاجئون صامتين عموما، وغير مسموعين.. البرغوثي بدد الصمت بسرده القوي المؤثر .. واشنطن ريبورت\”،حتى الغرب يتأثر بالحقيقة ولكن نحن ربما لم نستطع ان نؤثر فيهم حتى جاء البرغوثي، اخترت ان اقدم لكم العمل بصورة مختلفة ربما ايمانا مني بوجوب حمل الآخرين على قراءة الرواية، هكذا اجتهدت وكما يقال \” لكل انسان ظلامه ولكل انسان صفه في الظلام \” .
مريد البرغوثي .. شاعر وكاتب فلسطيني كتب رواية \” رأيت رام الله \” التي ترجمت الى عشر لغات عالمية، تفوق فيها على كل السياسيين في عرض الاشكالية امام عقلاء العالم، واستحوذ على اهتمامهم، لم اقرا يوما عن الفلسطينيين رؤى تجسد حالهم مع الاحتلال، رغم اعتزازي بالكثير ممن عرفت منهم، وسمعت من بعضهم قصصا مروعة هنا وفي ايام الدراسة في الولايات المتحدة الاميركية، ولكن ظل محمد الدرة ومريد البرغوثي في ذاكرتي ..
\” ظل مستقبل الناس غامضا، وكلما بشرونا باتضاحه ازداد غموضا \”، لا مفتاح في يدنا .. كلنا دخلنا لاجئين الى ولادتنا من الموت الغريب، ولاجئين الى منازلنا التي كانت منازلنا، وجئنا في مباهجنا خدوش، لا يراها الدمع الا وهو يوشك ان يهيلا \” .
يقول البرغوثي \” في الضفة عاملنا اهلنا معاملة اللاجئين؟ نعم اهلنا الذين طردتهم اسرائيل من مدنهم وقراهم الساحلية 1948، اهلنا الذين انتقلوا اضطرارا من جزء الوطن الى جزئه الثاني وجاءوا للاقامة في مدننا وقرانا اسمميناهم لاجئين! واسميناهم مهاجرين، من يعتذر لهم؟ من يعتذر لنا؟ من يفسر هذا الارتباك؟ الكوارث لا تسقط على رؤوس الناس كما تسقط الشهب من السماء على مشهد طبيعي خلاب ، لنا حصتنا من الأخطاء بالطبع، حصتنا من قصر النظر\”
\” كنت دائما من المقتنعين بأن من مصلحة الاحتلال أي احتلال ان يتحول الوطن في ذاكرة سكانه الأصليين الى باقة من – الرموز الى مجرد رموز، الاحتلال تركنا على صورتنا القديمة، وهذه جريمته، انه لم يسلبنا طوابين الأمس الواضحة بل حرمنا من الغموض الجميل الذي سنحققه في الغد\” الناس زي العصافير، كثير منهم بيشوفوا الطعم، وما بيشوفوا الفخ.
\” أجل انها اوقات
ولكن مهلا، في الصراع تكون المسألة هي المكان
نعم المكان
كل القصة في المكان
لكثرة الاماكن التي رمتنا اليها ظروف الشتات واضطرارنا المتكرر لمغادرتها، فقدت الاماكن ملموسيتها ومغزاها، كأن الغريب يفضل العلاقة الهشة ويضطرب من متانتها، المشرد لا يتشبت، يخاف لأنه لا يستطيع، المكسور الارادة يعيش في ايقاعه الداخلي الخاص\” ..من المريح دائما ان نصور المسخرة الملازمة للمأساة فيما يقع علينا فقط لا فيما نفعله بأيدينا.
\” في يومها الأخير
جلس الموت في حضنها
فحنت عليه ودللته
وحكت له الحكاية
وناما في وقت واحد \”

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *