** منذ انطلاق عاصفة الحزم فجر الـ26 من مارس 2015 والكثير من الأمور تتكشف وتزداد وضوحاً، فقد ثبت للملأ الدعم الإيراني لجماعة الحوثي بالذخائر والأسلحة عبر 14 رحلة أسبوعية، ضمن مشروع إيراني خطير للهيمنة على اليمن والحاق الضرر والمخاطر بالسعودية، وتهديدها بشكل حقيقي، وتحويلها من بلد آمن إلى مرتبك ومضطرب، ومن قبلة لمليار ونصف المليار مسلم وكونها بلداً للحرمين تستقبل الحجاج والزوار على مدار الساعة في أمن وأمان إلى بلد غير مستقر وهذا بالضبط ما كانت تخطط له إيران بواسطة ذنب الافعي التابع لها والقابع في جحور جبال صعدة اليمنية.
لكن قدرة الله تعالى ثم همة الرجال الأشاوس احبطت مخططات الصفويين الحاقدين ودميتهم في اليمن عبدالملك الحوثي الذي يتمظهر بالدين والإسلام والاخوة وهو منها براء، وفي كل الأحوال فانه لا أحد ضد الزيدية التي انشق عنها الحوثي وجماعته بأفكار ومفاهيم ملغوطة وخطيرة أوصلته إلى هذا المستنقع الكريه الذي يتبوأه بشرف يليق به وحده، وبذلك فالسعودية لا مشكلة لها مع الزيدية لا قديماً ولا حديثاً، مشكلة بلادنا مع الطائفية كمكوّن يريد فرض نفسه فوق القانون وخارج مسار الشرعية، ولذلك فالحوثي والقاعدة وداعش كل هؤلاء هم في نظرنا أدوات ومكونات طائفية خطيرة يجب استئصالها وتطهير الفضاء العربي منها، كهدف استراتيجي لا حياد عنه.
وخلاصة القول أن الحرب يجب أن تظل مشتعلة ولا تتوقف ضد الإرهاب أياً كان سنياً أو شيعياً، لا فرق عندنا بين هذا وذاك فكلاهما خطر على وحدة بلادنا، وعلى مستقبلها وعلى الحياة بل وعلى لقمة عيش أبنائنا في قادم الأيام، وإن لم نفعل ذلك بحزم الآن فلن تهدأ لنا أرض ولا يستقر بنا مقام مستقبلاً، ولذلك يظل من العقل والحكمة أن نتمثل عنوان الحرب الحالية عاصفة الحزم، فليس أمام الخطر ومخالب الشيطان التي بدأت تلوح في الأفق سوى الحزم ولا شيء غير الحزم، فبالحزم ينعقد الأمل فالنهوض ثم الحياة بكل معانيها.
وأخيراً يظل من اللافت الاشادة بالروح العالية للمواطن السعودي، وهذا التفاعل الجميل غير المستغرب مع كل فصول الحرب الحالية، في تأكيد جديد على وطنيته وحبه العظيم لبلاده وجيشه وقادة وطنه، وهذا التلاحم الفريد بين كل مكونات الوطن، في شهادة واضحة للعالم جميعاً بحجم شهامة السعوديين ونبلهم وحرصهم الشديد على الوحدة وتحصين جبهتهم الداخلية.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *