ذواتنا بين الواجب والإلزام 1-3

• خالد تاج سلامة

خالد تاج سلامة

في وسع أي انسان منا أن يفعل أي شيء أو أن يمتنع عن فعل يقبل أو يرفض من الآخرين.. نستطيع أن نقول نعم أو نقول لا يتصورها البعض أنها خروج عن الإرادة الجماعية أو شذوذ عن القاعدة الكلية للعادات المرعية والتقاليد والموروثة.. ولعمري أن هذه المقدرة هي الإرادة الذاتية وهي التي تسمح بتنظيم ميول الفرد وفقاً للأخلاقيات الاجتماعية.. معنى ذلك أنها تعبير عما لدينا من مقدرات وقدرات على انتزاع أنفسنا من براثن الامراض النفسية التي تسود بعض الافراد في أي مجتمع من المجتمعات إن كانت سادية أو نرجسية أو خلاف ذلك..
اننا بذلك نحرر ذواتنا ونجعلها مراكز اشعاعية وانشطة تؤدي الى المعاني الكمالية التي ينشدها الاخلاقيون في المجتمعات الراقية، ومع ذلك فإنه ليس من المسلم أن يفترض أو أن يشعر أن ذلك من الحريات المطلقة التي نستطيع ان نبرهن من خلالها على صحة افعالنا أو اتجاهها في المسار الصحيح ولكن هنالك الكائن الاخلاقي الذي يخضع سلوكنا لمبدأ الواجب الانساني فإن بذلك يشعرنا بأفعالنا واتجاهها، ولاشك أن ذلك مبعثه الارادة لأي كائن موجود.
ولكن من المؤكد أن الاخلاق تفرض عل الشخص طريقة حتمية في أدائها وتتمثل دائما في صورة قواعد إلزامية يتوقف على الفرد قبولها وتنفيذها أو رفضها وعدم اتباعها.
وبذلك يمكن أن تكون هذه القواعد الأخلاقية موضعاً للقبول أو الرفض وليست الإرادة الذاتية سوى تلك القدرة الكامنة لدى الفرد على قبول الإلزام الأخلاقي أو رفضه.
علينا أن نلوي ثقتنا للجميع وأن نتقرب إليهم بخصال تستهدف في معانيها الحق المشروع في التوجيه وأن تكون مخاطبتنا لهم بعقول متفتحة.
وأن نطالب أنفسنا بتفهم ذواتهم وان نروض عقولنا عما يريدونه أن يتحقق أو أن يظهر فإننا عندئذ نجعل نظام أخلاقياتنا نظاماً تربوياً مقبولاً يستمد دعائمه من تأييد الجميع ومعاضدتهم له علينا ان ننمي لدينا الشعور بالمسؤولية على أن تكون الصلة فيما بيننا وثيقة بين احساس المرء بواجبه وشعوره بأنه شخص يستحق الاحترام لما يقوم به من تحمل للمسؤوليات.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *