ذهب شارون وبقيت فلسطين

Avatar

[COLOR=blue]د.حسن أبو حشيش [/COLOR]
في الثامن والعشرين من سبتمبر عام 2000 م تجرأ شارون قائد الإرهاب الصهيوني على تدنيس ساحات المسجد الأقصى وكان وقتها زعيمًا للمعارضة، حيث كان هذا الانتهاك هو الشرارة لانتفاضة الأقصى التي انتشرت كالبرق في كل فلسطين، وتدرجت وتنوعت لتسجل تطورا عن الانتفاضة التي سبقتها كما ونوعا.
قدم الشعب الفلسطيني خلالها خيرة قادته شهداء من كل التوجهات والفصائل، وأبدعت المقاومة في ابتكاراتها وعملياتها. جاءت انتفاضة الأقصى بعد سبع سنوات من اتفاقيات أوسلو التي سجلت فشلاً ذريعاً لمشروع التسوية وبعد أن قدمت السلطة كل المطلوب منها و زيادة، وفي المقابل تنصل الاحتلال من كل التزاماته بل وسحب الفتات الذي قدمه، لذا كانت الانتفاضة ضد الاحتلال وسياساته و إرهابه وقمعه، و كانت القشة التي قصمت ظهر البعير هي زيارة شارون الاستعراضية.
اليوم وبعد ثلاثة عشر عاماً على انطلاقتها وتفجيرها تعيش الأراضي الفلسطينية في الضفة والقدس أوضاعاً مشابهة، فعلى صعيد المفاوضات عادت مُتسارعة بدون إنجاز يُذكر، والتنسيق الأمني هو من يتحكم في كل مجريات الحياة اليومية، والتدهور الميداني والاقتصادي هو سيد الموقف، في المقابل فإن قادة الاحتلال وقطعان المستوطنين يدنسون الأقصى يومياً، ومحاولات الاقتحام كل لحظة، لذا فالأجواء تتهيأ لانتفاضة أقصى جديدة ضد واقع السلطة المرير وضد الاحتلال. كما أننا نذكر العالم والأجيال أن شارون السفاح الذي ولغ بدمائنا في حرب أكتوبر في قناة السويس، وصبرا وشاتيلا، والقدس، ..ذهب وانتهى دوره، ويتمنى الموت وهو قعيد فاقد لكل شيء ويتهرب منه القريب والبعيد… في المقابل بقيت فلسطين وشعبها ومقاومتها، لأن هذا قانون العدل والظلم.
في ذكرى الانتفاضة نؤكد على أن القدس تُجمع، والأقصى يُوحد، لذا مطلوب من كل من يُحاول حرف البوصلة أن يعي المُعادلة، كما أن الجميع مدعوون لرسم سياسة إنقاذ الأقصى واستنفار كل الطاقات للدفاع عن الأقصى والقدس وعن فلسطين بإنسانها وأرضها.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *