[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]نبيه بن مراد العطرجي[/COLOR][/ALIGN]

أرض الطهر بلدي ، وأَسْكَنَ الخالق حُبَها قلوب البشر ، وليس بغريب أن يحب الإنسان وطنه الذي نشأ فوق أرضه ، وشبَّ على ثراه ، وترعرع بين جنباته ، وحنين الإنسان لوطنه عندما يُغادره إلى مكانٍ آخر دليلٌ على قوة الارتباط وصدق الانتماء ، والمرء الذي لا
ينتمي لوطن يكُن في حاله ضياع كالطفل الذي فقد والديه عند الصغر ، ولم يجد من يرعاه حتى الكبر ، والحمد لله الذي مَن علينا بهذا الوطن الغالي الذي رعته يد الرحمن منذ أن خلق البشر ، وأسْكَنَ فيه معظم الأنبياء والرسل ، ومنه انطلقت معظم الرسالات السماوية ، وجعل الأفئدة تهوي إليها } . . . فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ . . . { فهذه الأرض المباركة الذي أشرق منها نور الإسلام ، ونشأت فيها الحضارة العربية والإسلامية يسر الميسر توحيدها بيد المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ، رحمة من الله بأهلها ومن حولها ، وما كان ذلك إلا بما آتاه الله عز وجل من صفات يندر وجودها في غيرة من أقرانه ، فهو وحيد زمانه فيما اتصف به من مقومات شخصية فذة ، فقد كان يرحمه الله مؤمناً عميق الإيمان ، حكيماً ، شجاعاً ، خبيراً بالمجتمعات البدوية والحضرية في شبه الجزيرة العربية ، وعلى خبرة واسعة بالقبائل وأنسابها ، وبفضل من الله وكرمه تمكن أبو تركي من استرداد مدينة الرياض عاصمة ملك أجداده وآبائه في الخامس من شهر شوال عام ١٣١٩هـ الموافق ١٥ يناير ١٩٠٢م ، وسجل التاريخ مولد هذه الأمة بعد عدد من الملاحم البطولية التي قادها المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه على مدى اثنين وثلاثين عاماً ليعلن توحيدها في الأول من الميزان الموازي ليوم / ٢١ جماد الأول / ١٣٥١هـ والموافق لليوم / ٢٣ سبتمبر / ١٩٣٢م ، وأطلق عليها اسم ( المملكة العربية السعودية ) وأصبح الأمن والأمان شعارها ، وتوالت خيرات الرحمن تَعُمهَا رضاً من الله عليها وعلى مؤسسها تغمده الله بواسع رحمته ، وأستمر عطائها في نمو وازدياد على مر الأيام والسنين حتى بعد رحيل مؤسسها وباني نهضتها ومن خلفه من أبنائه المرحومين بإذن الله تعالى ، ومع بزوغ عهد الحبيب عبد الله بن عبد العزيز أضحت بلادنا الحبيبة دولة عصرية تحظى بمكانة مرموقة على جميع الأصعدة الإقليمية والدولية ، فهذا اليوم عزيز على
قلب كل مواطن ، فهو يوم يحمل بين ثناياه مسيرة البناء التي لا نزال نقطف ثمارها ونستظل بظلها أمناً ، ورخاءً ، وتقدماً ، وعزة تجعلنا نتحدث عن تاريخ مجيد من البناء والتطوير والإصلاح في كافة المجالات وفق نظام إسلامي ، فهذه المناسبة عظيمة
المفهوم واسعة الدلالة ، نستعرض من خلالها منجزات الوطن ومكتسباته منذ يوم التوحيد وحتى الآن ليطلع عليها الجيل الناشئ ، ويعرف الماضي العريق الذي أسس بنيان توحيده المؤسس على قواعد صلبه أساسها حب لله والالتزام بمنهج الإسلام كما جاء به رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فالحمد والشكر لله أن أكرم هذه الأرض ومن فيها بأسرة آل سعود ليكونوا ولاة أمر نقتدي بهداهم } أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهَُّ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ { .
شعر لدائم السيف :
لاح يوم الوطن والعز لاح
وكلمة الله على البيرق تلوح
يوم الإسلام يا يوم الفلاح
والوطن كل روح له تروح

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *