[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]شهوان بن عبد الرحمن الزهراني[/COLOR][/ALIGN]

وسائل الإعلام بكافة أنواعها المرئية والمسموعة والمقروءة تحدثت بصفة عامة عن الذكرى السابعة لأحداث سبتمبر ، وقد بدأ الدخان الذي يعلو موقع الحادث كأنه يشير إلى استدرار لعواطف الناس ، ويعيدهم إلى ظروف وملابسات وقائع تلك الذكرى وما صاحبها من تقارير إخبارية وتحليلات سياسية وفنية وغيرها ، هذا من جانب ومن جانب أخر يشير إعادة تلك الصورة لإعادة الأذهان إلى النظر في مدى حجم الحادث وآثاره ، ومع أن التدمير والتخريب وقتل الأبرياء وانتهاك الأمن لا يقره عاقل ، ولا يتمناه مسلم لأن الدين الإسلامي يرفض ذلك ، بل ويجرمه ويضع أقسى العقوبات على مرتكب الحرابة ، وقد قال الله سبحانه وتعالى: \”إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهََّ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ.\” ولهذا فكل مؤمن لا يقرُّ التخريب والفساد في الأرض. وهذا أمر مسلم به بين المسلمين، إلا أن التعاطف مع ذلك الحدث والانسياق وراء الشجب للجهة التي حاولت الأجهزة الأمريكية أن تلصق بها هذه الحادثة لهو أمر محل نظر، لأن تلك الأحداث في جملتها وظروفها وملابساتها ووقائعها وأسلوب تنفيذها وموقع الحدث وتوقيته كلها أمور وقرائن تجعل المرء يقف ملياً قبل تصديقها ، فهي وقائع وأحداث تفوح منها رائحة التمثيل وأنها كانت بفعل مدبر لا تجهله اﻟﻤﺨابرات الأمريكية ولم يكن بعيداً عن نظرها، كما أنه لم تثبت منه براءة اﻟﻤﺨابرات الإسرائيلية. والأدلة على ذلك كثيرة من خلال القرائن التي ثبتت منذ وقوع تلك الأحداث حتى الآن. فكثير من الخبراء العسكريين والسياسيين أكدوا عدم إمكانية قبول تصديق الرواية الأمريكية لهذه الحادثة وأكدوا أيضاً عدم إمكانية قيام طيارين بهذه العمليات ما لم يكونوا على مستوى عالٍ وكبير من التدريب والخبرة الطويلة. فضلاً عن أمور فنية تتعلق باحتراق المبنى بتلك الطريقة بل أن
بعض المنظمات وبعض الجهات الحكومية الغربية شككت في الرواية الأمريكية، وأبرزت أدلة بعدم صدق تلك الرواية. وأنها أمر دبر بليل بغرض الوصول إلى أهداف محددة سلفاً.
قد يقول قائل: وهل يمكن أن تقوم الحكومة الأمريكية بافتعال مثل هذه الأحداث داخل أراضيها وتخاطر بسمعتها وخسائر كبيرة بشرية ومالية؟! والجواب على ذلك أنه من خلال النزعة العدوانية لكل ما هو موسوم بالإسلام لدى تلك الإدارة والنهج الذي سارت عليه فإنه بالإمكان يمكن أن يكون ذلك فمن ارتضى إعلان حرب على وهم تخيله وفكرة صنعها بنفسه ودعمها بكل قوة وذهب ضحيتها حتى الآن في العراق وأفغانستان أكثر من ستة آلاف عسكري من الجيش الأمريكي بمختلف الرتب وفق الإحصائيات التي يعلنها الإعلام الأمريكي وكذلك خسائر مالية بلغت مئات المليارات يتحملها دافعو الضرائب من الشعب الأمريكي من أجل محاربة الوهم ، فلن يستكثر أن يفعل ذلك من أجل إرضاء شارون في تل أبيب ، ومن أجل تحجيم الإسلام والمسلمين وقوتهم والسيطرة على منابع النفط في العراق وتأمين حماية كافية لإسرائيل. أما مكافحة الإرهاب فهي مجرد خدعة للعالم.
والغريب أنه من خلال وسائل الإعلام المرئية بدأ الرئيس الأمريكي وهو يتحدث في ذكرى السابعة لتلك الأحداث وهو أكثر من ذي قبل في مغالطاته التي لم يعد يصدقها حتى هو نفسه، ولكنه استمر في وعوده الهلامية بمكافحة الإرهاب، ومطاردة السراب، والقبض على الماء والضباب، وكأنه يتحدث لأول مرة، وليس للمرة المليون عن الإرهاب ، مع أنه لم يفعل شيئاً ضد من أسماهم الإرهابيين، ولم يستأصل قواعدهم، بل لا زالوا يفرخون في جحورهم، وربما يتحدث التاريخ يوماً ما فينطق بأن تمويلهم كان من الضرائب التي يدفعها المواطن الأمريكي نفسه، لأن إدارة بوش والصهيونية في تل أبيب يريدون خلق عدو خارجي في العالم الإسلامي يحاربون من خلاله الإسلام ورموزه ودوله. بدلالة أن الرئيس بعد تنفيذ وعرض تمثيلية أحداث سبتمبر أعلن مباشرة أن الحرب ستكون حرباً صليبية، ولكن بعد أن رجع هو ورموز حكومته للماضي وجدوا أن الحرب الصليبية ضد الإسلام تستلزم في المقابل إعلان الجهاد بين المسلمين وهذه الكلمة وحدها تشكل الرعب في نفوس الغرب. ولهذا عدّل هدف حربه إلى مسمى مكافحة الإرهاب.
وإذا كان تنظيم القاعدة الإرهابي الذي في حقيقته تنظيم لا يملك الفكر السياسي والعسكري ولا يتقن التخطيط الاستراتيجي والتكتيكي الذي تملكه دولة صغيرة فما بالك إذا كانت الدولة المعنية بالهجوم مثل أمريكا فهذا التنظيم الذي تعيش عناصره القيادية في جحور تورا بورا، ولا يمكن مقارنة ما يملكه من وسائل التقنية العالية والكبيرة ، بما تملكه دولة صغيرة فكيف يمكن مقارنته أو قدرته على اختراق أجهزة دولة في حجم أمريكا ؟! إن هذا التنظيم الذي اقتصر ارهابه ضد بني جلدته من المسلمين في أوطانهم ، بتفجير سيارات مفخخة أو تجنيد من يحمل أحزمة ناسفة ، ومحاولة الاعتداء والتفجير على مواقع حيوية هو في حقيقته تنظيم أقل بكثير من أن ينتهك تلك القدرة الهائلة والخبرة الواسعة والإمكانيات العالية للمخابرات الأمريكية ، ويعطل كل قدراتها فيقوم بتلك الهجمات في وقت واحد وفي أماكن متعددة استراتيجية وتقع تحت حماية كبيرة؟! إن القناعة لا تتوفر لدى كل من يدقق في الأمور ويربط الأسباب بالمسببات ، ويقيس الأمور بمقياس دقيق ويوزنها بميزان العقل والتجارب والخبرات والأحداث التاريخية السابقة.
فهل يعقل أن يكون تنظيم تعيش رئاسته في منأى عن وقوع الحدث بآلاف الأميال ويكون بهذه الدقة في التنفيذ؟! وفي مواقع عدة داخل أمريكا نفسها أنه لأمر عجيب وغريب ، وقد يحتاج التصديق به إلى التصديق، وهو أمر بعيد المنال عن أولئك اﻟﻤﺨتبئين في جحورهم ولكنهم بلعوا الطعم من أجل الشهرة الزائفة والاستعراض بجرائم آثمة وفساد فجروا على أوطانهم الدمار ويحسبون أنهم بذلك يحاربون أمريكا، فبأي عقول يفكرون وبأي منهج يؤمنون. فهذا المفهوم لدى هذا التنظيم يكشف بوضوح سذاجة الفكر وضآلة التخطيط وضلالة العقل ودناءة الهدف وسخف المقصد.؟! ولن يصدق أحد أنه تنظيم كان وراء أحداث سبتمبر.
اللهم إنا نسألك الأمن والأمان في الدين والوطن في ظل قيادة حكومتنا الرشيدة.
[ALIGN=LEFT]ص. ب ٩٢٩٩ جدة ٢١٤١٣
فاكس: ٦٥٣٧٨٧٢
[email protected][/ALIGN]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *