علي محمد الحسون

هناك نوعان من المسؤولين.. نوع يعطي المركز بريقاً وقوة.. ونوع يعطيه المركز بريقاً وفخامة.. وهناك فوارق بين النوعين.فالأول هو الذي يتعامل مع مركزه والمتعاملين معه بخلق وقدرة جيدة.. وهذا نابع من قدراته الشخصية وهو سيد المركز.والثاني عبد للمركز وهو يتحرك من خلال عبوديته وبالتالي تأتي معاملته لزملائه وللآخرين قاتمة وفجة.. وأذكر هنا عبارة لأستاذي محمد صلاح الدين شافاه الله عندما كان مديراً لتحرير جريدة (المدينة)، تقول العبارة (دائماً عندما يوضع الإنسان في كرسي أوسع من حجمه يصبح كرجل الفضاء غير المدرب داخل الكبسولة.. وهو لا يعرف كيفية السيطرة على نفسه وتراه معكوساً).وهذا التشبيه صحيح فإذا كان الإنسان أقل قدرة على أن يُسيِّر عمله بالشكل الجيد تراه يتخبط ويتعامل بقذارة ولا يستطيع أن يخرج من قذارته تلك مهما حاول.. بل تراه لكي يغطي عجزه يسقط في المزيد من القذارة ويصبح كالمسعور الذي يبحث عن الضحايا.
لا أريد أن أقول إن الإدارة فن وليست فهلوة.. وهذا أمر معروف ولكن أقول : إنها خلق في الأصل وقدرة في النهاية.. ومن ينعدم لديه الخلق لا يمكن أن يتعامل بخلق.. وفاقد الشيء لا يعطيه بكل تأكيد.
لهذا أشعر بالكثير من الحزن على البعض. الذين يعتقدون أنه في استطاعتهم أن يصلوا إلى ما يريدون عن طريق أخذك بالحضن في الوقت الذي تمارس فيه أيديهم الطعن في ظهرك وشعوري بالحزن لأنني أعرف ما يفعلون ومع هذا أتعامل معهم من موطن الغباء وهو ليس بالغباء بكل تأكيد ولكنه من النوع الذي عناه شاعرنا الكبير الأستاذ محمد حسن فقي رحمه الله:
لم أكن بالغبي يوماً ولكنني
تعلمت من ذكائي التغابيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *