محمد أحمد فلاته

عندما نراقب البنقالة في تنظيمهم واستراتيجياتهم في العمل فإننا نجد الترابط الوثيق والتعاون والطاعة للرئيس والعمل الدءوب.. فهم إلى وقت قريب يتحكمون في كثير من الأسواق في مناطق ومدن المملكة كأسواق الخضار والموبليا والخردوات والعقار.وهم يتميزون عن غيرهم في طاعة مرؤوسيهم طاعة عمياء ولذلك تسير أمورهم بدقة وترتيب جيد ,وهم دائما يعملون في مجموعات وتكتلات جماعية وهذه التكتلات الجماعية تمنحهم شيئاً من القوة وذلك انطلاقاً من قوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعاُ ولا تفرقوا ) آلعمران.فهم مثلا في المدينة ومكة يمتلكون التصرف في بعض العقارات الاستثمارية والمحلات التجارية في المنطقة المركزية , في الوقت الذي لا يستطيع كثير من المواطنين ألحصول على أكشاك مستأجرة أو وظائف متواضعة في فنادق وعمائر المنطقة المركزية .
يحدثني أحدهم أن هذا الشعب له تنظيمات استثمارية بأسهم تبدأ من (سهم واحد إلى خمسين سهما قيمة كل سهم 100 مئة ريال ومن خلال هذه الاستثمارات يستطيع أحدهم أن يؤمن في ساعات وأيام قليلة ملايين الريالات فيقيم بها مشاريع استثمارية متعددة تحت مسميات سعودية.
هناك فئات من البنقاله يجيدون التعامل مع الإلكترونيات وشركات الإتصال والعروض التي تقدمها هذه الشركات وأوقاتها ومميزات كل شركة عن الأخرى , ومن ثم الاستفادة من هذه العروض وكذا بيع المكالمات ,والبيع والتسوق عبر النت والتسويق عبر الشركات الهرمية فيستغلون هذه المعرفة فتعود عليهم بأرباح مالية جيدة..وهنا سؤال أناس يحسنون التعامل مع التقنية لهذه الدرجة ويحسنون التفكير لمصالحهم الشخصية اليسوا أذكياء ؟ .
وحتى ذاك عامل النظافة قد يمتلك سلطة عجيبة في عرف البنقاله فقد يمتلك التصرف في الحي الفلاني أو الشارع الفلاني أو المدرسة الفلانية بل ولا يستطيع أحد من بني جنسه أن يتصرف في هذا الحي أو الشارع , إلا بعد الرجوع إليه وله حق بيع خدمات الحي أو الشارع للغير ,فمثلا يعمل (جسيم ) من البنقالة في شارع النسيم منذ ثلاث سنوات فعند سفره يمكن أن يبيع منافع حي النسيم بالفي ريال أو أكثر أو أقل لأحد أبناء جنسه وليكن (أبجل ) فيستلم (أبجل ) منافع الحي وهي عبارة عن غسيل عشرين سيارة وتنظيف 6 أفنية وإحضار مياه الصحة لعشرين شقة ,فيكون دخل أبجل من هذه الخدمات 4000أربعة آلاف ريال شهريا وبعد عودة جسيم من إجازته يستلم منافع الحي ثانية .. ويكون بهذا الصنيع خدم بني جلدته وضمن بقاء الخدمات عند عودته .
حكومة داخل حكومة ..ففي مكة تجد بعض التجمعات من البنقالة لشدة الترابط الذي بينهم , فإنك تجد أميرا كلمته نافذة وتجد قاضيا وتجد طبيبا وسجنا وسجاناً.وفي المقابل تجدنا كشعوب عربية ننظر إلى الآخرين باحتقار وازدراء , ويضعف التواصل والتعاون فيما بيننا , وقد يشتد أحيانا ليصل إلى التعصب المقيت , وفي حالات العمل المشترك والمعطاءات المالية يخذل بعضنا بعضا ألا من رحم الله , نفتقد الكثير من المصداقية والأمانة والوفاء ,والشواهد كثيرة.
ها نحن قد عرفنا الوجه الآخر من البنقالة .. ولا أعتقد أن نظرتنا ستتغير تجاههم .. ولكن المهم أن تتغير نظرتنا تجاه أنفسنا .. وهل نستطيع أن نستغني عنهم كما استغنى عنهم أشقاؤنا ؟ سؤال حائر .. يجب أن يجيب كل منا عنه .
ص.ب 42643ـ41551
Mabw123 @GMAIL.COM

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *