دورنا كمجتمع في تقديم بلدنا للعالم

• عبدالرحمن آل فرحان

تخيل معي وسافر بذهنك إلي بلد آخر غير السعودية ، ثم هب أنك فجأة وجدت نفسك بالقرب من شخصين ، أحدهما يستعد للقدوم للسعودية ، لكنه قلق جداً من هذه الزيارة ، فأراد من صاحبه الذي يبدو أنه خبير بالمجتمع السعودي أن ينصحه ، فقال الآخر له مبتسماً : اطمئن ؛ أنت ستذهب إلى بلد إسلامي ، وهذه بحد ذاتها كافية ، فكل شيء ستجده هناك على ما يرام ، الأمر الوحيد الذي يجب عليك التنبه له هو المجتمع ، فهي صارم بعض الشيء تجاه وطنه ، خذ مثلاً عندك ؛ السعوديون يعشقون تراب وطنهم للحد الذي لن تجد فيه شخصاً واحدا يلقي بعقب سيجارة أو علكة على الأرض ! فما بالك بالعلب أو البلاستيك أو غيرها ، فانتبه لهذه النقطة ، فهم متسامحون جداً إلا مع من يلوث شوارعهم ويستهين بمنتزهاتهم ومرافقهم العامة ، فقد قيل لي إن أبرز شعاراتهم هناك تقول ! ( اللي يحب أرضه لا يشوهها ) ، لذا عليك أن تبدو محترماً جداً مع مقدرات أرضهم ، الحدائق .. الطرق الأرصفة ، الآثار وكل ما له علاقة بالملكية الخاصة والعامة .
حسناً .. عند هذه النقطة توقف عن التخيل في هذا الاتجاه ، وحاول أن تتخيل حوار الشخصين مرة أخرى لكن وفق معطيات الواقع ، جرب أن تكون مكان الشخص الخبير ببلدك وأمامك من يحتاج أن تعطيه بعض مزايا المجتمع السعودي المسلم حيال بيئته وأرضه ومقدراته الطبيعية .
للأسف ، جميعنا يعلم أن المجتمع هو مرآة تحضر الدول ، فكما نتحدث عن مجتمع اليابان أو السويد في بلدانهم وفق ما لمسناه منهم وعشناه في واقعهم كذلك هناك من يتحدث عن بلدنا وفق سلوكياتنا وأعرافنا داخل أرضنا ، نحن القوة الناعمة لبلداننا ، وإدراكنا لذلك مهم ويختصر الكثير .

Abha/Tanouma61899 /P.O:198
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *