دورات التثقيف البيئي وأهميتها
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. فهد عبدالكريم علي تركستاني[/COLOR][/ALIGN]
أنطلقت أول دورة تثقيفية بيئية دشنت من قبل الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة أتهمت محاور هذه الدورة بمشاكل المجتمع المدني خاصة في ما يخص البيئة الداخلية حيث تعتبر التوعية البيئية أداة هامة نظراً لحساسية الرأي العام للقضايا والمشكلات البيئية، وإدراكاً لمغزى الدور الذي يمكن أن يلعبه الوعي العام في تشجيع التطبيقات البيئية السليمة، يتطلب الأمر وضع مبادئ إدارة بيئية سليمة لحماية البيئة ووضعها موضع التنفيذ من خلال برامج تعتمد علي أسس علمية متطورة وحديثة تساير المكتشفات الجديدة للملوثات خصوصا ما كان منها مؤثرا علي صحة وحياة الأفراد ، لتنفيذها في المجتمعات المختلفة داخل الوزارات وداخل الهيئات الحكومية والشركات والمؤسسات، ولتحقيق ذلك، يتم تقديم برامج وخطط متواصلة في هذا الصدد ومبادرات التوعية البيئية الشاملة للمجتمع.
للوعي البيئي والتوعية البيئية أهمية كبيرة للمواطن والمقيم ولقد تنامي هذا الوعي في السنوات الأخيرة، لكن ذلك لم يتماشي مع المعرفة المتطورة السريعة والأحداث المتلاحقة المؤثرة علي بيئة معيشة الإنسان بما يسمى بالبيئة الداخلية. غير أنه بالرغم من المعرفة المتزايدة بالمشاكل البيئية إلا أن المتغيرات البيئية المتلاحقة في شكل ومكونات المنازل ومتطلبات الحياة العصرية أضحت سببا رئيسيا للكثير من المخاطر البيئية التي لو عرفتها المرأة وكذلك الرجل لبذلت الجهد الكبير لحماية نفسها وأفراد أسرتها.
يحيط بالإنسان في المكان الذي يعيش فيه, ويتنفس هواءه عوامل كثيرة تسبب له مشاكل صحية متنوعة تسبب ما يحتويه الهواء الذي يتنفسه الإنسان من ملوثات متنوعة غازية أو جسيمات أو كائنات دقيقة أو حشرات أو موجات كهرومغناطيسية أو ايونات أو غيرها… وقضي الإنسان في الأماكن المغلقة ما لا يقل عن 60-80% من حياته, وهذه الأماكن هي المكاتب في أماكن العمل والمخازن والمصانع المختلفة وموقع العمل وكذلك معظم غرف المعيشة داخل المنزل وهي ما تسمى البيئة الداخلية.
ويتعرض الإنسان داخل المنزل لكثير من المؤثرات البيئية المختلفة التي لا يظن أن لها آثار سلبية بسبب نمط الحياة الحديثة وطريقة تصميم المباني وأنظمة التهوية والإضاءة والأجهزة و الأدوات المنزلية الكهربائية المختلفة وأنواع الأطعمة المحفوظة ومواد النظافة الشخصية والنظافة العامة. وأدوات الزينة المختلفة ,
للديكورات و الحوائط, وأدوات ومواد الزينة الشخصية للمرأة. وهذا بعض ما يتعلق بداخل المنزل وأما ما يخص المحيط الخارجي للمنزل كالحديقة وخزانات المياه العلوية والسفلية والبدرومات وجراج السيارة. والملاحق كغرفة السائق والمبيتات والأسطح , بالإضافة إلى الملوثات الخارجية التي تدخل البيئة الداخلية وتؤثر عليها فإنها عرضة لكثير من المؤثرات البيئية السلبية والتي يمكن أن تعود على الأسرة بأضرار لا يلتفت لها.
وبطبيعة الحال فإن السكن هو العنصر الأول المستهدف حيث تقضى فيه الأسرة معظم وقتها وتمارس فيها مختلف النشاطات الاجتماعية والحياتية المعروفة.
إلا أن الأفراد يقضون أوقات طويلة أيضاً في مواقع أخرى وأهمها مكان العمل ويشمل المكاتب الإدارية للموظفين والمدارس للطلاب والمصانع والورش للعاملين والفنادق للسياح والمسافرين والمنتجعات السياحية وقصور الأفراح والمستشفيات والمولات التجارية والمساجد, ونحوها. حيث يقضى بعض أفراد الأسرة في مثل هذه الأماكن أوقات طويلة يتعرضون لمؤثرات بيئية سلبية مختلفة تعتمد على طبيعة المكان وطبيعة النشاط الذي يمارسه الفرد فيها.
وقفة
أيتها البيئة : كم نحن بحاجة لدورات تثقيفية عامة لشرائح عدة من المجتمع كالمقبلات على الزواج في تاسيس منازل خالية من التلوث وايجاد بيئة صحية لحياة لها ولافراد اسرتها كذلك لطلاب الجامعات , كم نحن بحاجة لمثل هذه الدورات للموظفين لخلق بيئة نظيفة لرفع كفائة العمل فقد وجد ان التلوث من اهم الاسباب في انخفاض انتاج العمل .
[email protected]
أستاذ الكيمياء المشارك بجامعة ام القرى
ومستشار الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة
التصنيف: