إبراهيم زقزوق

من الممكن لقزم أن يجلس فوق كتف عملاق فيبدو أطول عن المعتاد، ولكن إذا اهتز العملاق سقط القزم من مكانه وهوى على الارض . ومن الممكن لشاب تافه أن يقترب من رجل كير فتصيبه بعض الاضواء المسلطة على الرجل الكبير. ولكن اذا انطفأت الأنوار عاد الشاب تافهاً كما بدأ.. فهذا النوع من الناس أشبه بالبالونات تنفخه فيمتلئ بالهواء ثم يصطدم بشكة دبوس فتصيره إلى حجمه الطبيعي الرجل الحر .. بعد فترة سوف يحس بأن هذا النوع من الرجال والشباب يشده إلى الخلف.
لماذا لا نحاول أن نقلع عن هذه العادة فكم ذا يفتر الانسان في هذه الحياة انه ليظن نفسه شيئاً ثابتاً لاتزلزله الاحداث يظن أنه ثابت الأقدام .. على هذه الارض يفعل فيها مايشاء .إنه لايحس ابداً أنه مجرد خيال يسري على هذه الأرض يروح ويجيء ويلتفت ذات اليمين وذات الشمال . يأكل ويشرب ويأتي شتى الأعمال .. ثم يمضي يمضي كأن لم يكن قط في هذه الحياة .. يمضي كأن لم تر عيناه مرة زهرة من زهرات الأرض الفيحاء .. يمضي فلا أثر يتركه على الأرض ولا تحفل بمضيه الحياة.
إلى أين يذهب هؤلاء وإلى أي مصير يؤولون .. إلى الفناء الفناء الذي لا رجعة بعده للوجود . في هذه الحياة ..وكأن الارض لم تحملهم ابداً ولم تعرف ماذا كانوا يعملون او يريدون لم لم يقاوموا ويثبتوا في مكانهم على الارض الواسعة هذا الانسان الذي يظن أنه ملك قطعة من الارض فليته يعرف أنه لايملك شيئاً . أنه لا يملك نفسه على هذه الارض لحظة من اللحظات ويح للانسان من هذا الوهم الغريب أنه يتوهم دائماً أنه يملك شيئاً .. أي شيء؟ إنه لا يملك شيئاً ابداً لايملك أنفاسه إنه ذاهب إلى الظلام والنسيان.
أيها الإنسان .. لقد اعطتك الحياة يوماً جنة الآمال والخيال . تجول فيها حيث تشاء .. وربما تحقق فيها ما تريد .. وتبني فيها قصوراً شاهقة من الآمال العذاب وتتحقق صورها كما يحلو لك.. ولكنك سوف تسأم ما فيها من عقبات ستصادفك وتجد في الطريق الاشواك والصخور.. وسوف تخرج منها هارباً مذعوراً مشردا في الحياة وسوف تزعم أنك سعيد بهذا القرار . لتكون منطلقاً بعد أن تغلب عليك الغرور . لتذهب حيث تشاء .. فلا تظن أنك ستجد جنة خالية من الاشواك.. وخرجت تهيم في الصحراء تبحث عن راحة جديدة .. بأسلوبك بالتزلف والنفاق وكنت تسمي هذه السعادة يوماً ما سعادة أيها الانسان المغرور . أتستطيع أن تُفهم الجميع أنك في سعادتك الأولى .. لا فدوام الحال من المحال.
مكة المكرمة

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *