دعوة للإخاء الوطني لا الطائفي
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]فيصل حامد[/COLOR][/ALIGN]
الانتماء للوطن يجب أن يعلو كل انتماء طائفي أو مذهبي أو قبلي أو اثني أو حزبي وعلى أي تجمع سياسي أو ثـقافي أو اجـتماعي أو اقتـصادي مهما كـانت أهـدافــه وتعالت شعاراته وعظمت غاياته فالوطن هو الأرض ومن رحـم الأرض تصـاعـدت أنات الـحياة الأولى ومـن تـرابها تـكونت خـلايا الانسان وإلى الـتراب سـيعود يـوم الممات ومنها يبعث مرة أخرى يوم الحساب.الانسان ابن وطنه ومجتمعه في المقام الأول فالانتماء ولنقل الولاء للمذهب أوالطائفة أو العنصر وأي تجمـع فـئوي آخـر تـشويه لعلاقة الفرد مع الوطن والمجتمع على السواء وخروج صارخ على الولاء للدولة الوطنية التي تمثلها ضمن دوائرها ومؤسساتها الدستورية والحقوقية والسياسية فلا يجوز أن يشعـر الانـسان بـولاء مذهـبي أو طائفي إلا ضـمن دوائـر مـمارسته لحياته المعتقدية الدينية والاجتماعية أوالفكرية.
وإذا كان يتوجب أن يكون الانتماء للوطن سبباً أولياً وجوهـرياً فـإن الـولاء لـلدولـة مسـبـب وعـلى هـذه القاعدة مـن الانـتـماء والـولاء يـتجاوز الـمواطن كل الولاءات والانـتماءات الفـرعـية إلا في الـحـدود الحياتـية الـدنـيا عـلـى ألا تصطـدم الفرعـية بالعمومية مما يتأتى عن ذتك خلق أوضاع مشنوعة تؤثر سلباً على الوحدة الوطنية المجتمعية .
إن الانتماء المذهبي،الطائفي والفـئوي حـالة مرضـية وهـى واحـدة مـن حالات المجتمع المرضـية التى يصعـب حـصرها وعـدها لـكنها الاكـثر خطـرا عـلى وحـدة المجتمع وعلى سلامة الدولة الوطنية والسياسيـة والـقومية.وهـذه الكلمة لم يعـد يستساغ سماعها بعد ان فرغت من مضمونها من قبل الذين حملوا شعاراتها وعناوينها ولم يجلبوا إلا الـفرقة وإثارة النعرات المذهـبية اللعـينة وتحريك الاحقاد، ومما يزيد هذه الحالة تعقيداً أن صار ربطها بالعنصرية خاصة تلك التي تتعارض مع المندمج الوطني للدولة وهذه الحالة من الترابط الطائفي العنصري مشاهدة وليست خفية وستحدث أخطاراً وأضراراً على الوحدة الوطنية المرتجاة في حال استمرار الأخذ بها أو المراهنة عليها فكثير من المصالح الدولية تتضارب فيما بينها وقد تتصادم عسكرياً للسيطرة على الموارد الطبيعية والتوسع الجغرافي وربما يستدعي ذلك الصراع والتصادم إثارة العصبية المذهبية والعرقية كما هو حاصل الآن وتلك العصبية لاترى عيبا في مناهضة الوطن أو الدولة التى تحمل اسمها واختامها من مناصرة دولة معادية لها ونلحظ هذا العيب والحيف والإنحدار الوطنى والقيمي بكل أسف مر وحزن عميق على بعض أحوالنا العربية التي لاتزال تعيش القهقرى والنكوص والتراجع المعيب.
إن مصيبة الشعوب الكبرى بأعدائها الداخليين الذين هم أكثر بلاء وخطراً على هذه الشعوب من أعدائها الخارجيين ويتمثل العدو الداخلي بالتعصب الطائفي والتخلف الاجتماعي والاقتصادي وبفقدان الحرية والديمقراطية والنزوع إلى القمع والقهر والإرهاب والأمثلة على ذلك كثيرة ومريرة .
إن مصالح الأوطان العليا لاتبنى بالتمنيات والشعارات بل بالأعمال الخيرة التي يجب أن تعلو على جميع المصالح الطائفية والنعرات المذهبية والرغبات الحزبية فالأوطان باقية وكل ما عليها من تعصب وتخلف وتفرقة وجهل زائل ومرذول فليعزز كل مواطن من انتمائه لوطنه ضمن دائرة مواطنيته وليتسامى علواً فوق كل الشعارات والارهاصات المستنبطة والموروثة وليدرك أن الاحكام تتغير بتطور الأزمان.
لقد ذهب زمن بما فيه من فتاوى تدعو للفتن والخلاف وجاء وقت بما يقتضيه من تعاون واتحاد ورفض أي خطاب يدعو إلى التفرقة والخصام ونبش رفات الأجداد ومحاكمتهم على ما قاموا به من مساوئ الأعمال فإن ما مضى قد مضى وعلى الناس أن يحيوا للحاضر والمستقبل وليس للماضي وفواجعه المؤلمة فإن أردنا أن ننظر إلى الماضي فلننظر لاستخراج الدروس والعبر وليس الرجوع إلى حالته المؤسفة فكلنا مواطنون وكلنا مسلمون لرب العالمين فليس لنا من عدو يقاتلنا في ديننا ووطننا وحضارتنا سوى التعصب المذهبي والجهل لمعنى المواطنة الحقة وعدم معرفة قواعد الدين القويم الذي ننتمي إليه جميعاً روحياً وثقافياً وحب الوطن من الإيمان فهل ندرك هذه الحكمة الذهبية الخالدة أم سنظل على جهلنا وتعصبنا وغينا سادرين ؟ .
التصنيف: