دعوا الشباب يعملون
[COLOR=blue]جابر الريثي[/COLOR]
هناك مقولة تقول \” أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً \”
في الواقع الكثير من المقولات ليست صالحة للاستعمال في كل موقف تماماً مثل حال \” بعض الشخصيات الثقافية والأدبية في منطقة جازان من الجيل السابق وإن كنت لا أفضل لغة التصنيفات كثيراً لاسيما في هذا الجانب . البعض منهم أتيحت له الفرصة لخدمة المنطقة من خلال العمل الإداري ولم يستغل هذه الفرصة كما يجب لتنمية المنطقة وإحداث حراك اجتماعي وثقافي وأدبي في المنطقة وخلق أفكار مختلفة أو الاهتمام بالشباب وتفعيل دوره تجاه المنطقة .
قبل عام تقريباً أضاءت مجموعة من شباب منطقة جازان روحاً من الحراك الاجتماعي والعمل التطوعي وناقشوا بكل شجاعة العديد من القضايا التي كانت تعتبر خطوطاً حمراء لا يمكن تجاوزها.انطلقوا من الداخل , من الإنسان, إنسان جازان البسيط والبحث عن احتياجاته. أبصروا ما عمِيَ عنه بعض الشخصيات الثقافية والأدبية المسؤولة وغير المسؤولة طيلة السنين الماضية إلى أن طالبوا بإنشاء مجلس شباب منطقة جازان وطرحوا الفكرة, وبكل ترحاب وصلت الفكرة لأمير المنطقة وتمت الموافقة وقبلها الإشادة والترحيب . لست هنا بصدد الحديث عن أولئك الشباب وما قاموا به لأنهم قاموا بأعمال عظيمة وتحملوا التهميش والتصدي بل حتى التشكيك في وطنيتهم ومحاولة رشوتهم وإغراء بعضهم بالأرض والمال . هم بالمناسبة لا يحبون الظهور والتمجيد والتلميع , بل العمل الحقيقي الجاد الذي يساهم في تنمية المنطقة وكشف مكامن الخلل وطرح العلاج .هذا العمل في الواقع هو تشخيص صحي لجسد مصاب . إنه الجيل الجديد الساعي للنهضة بكل طاقاته .
استطيع القول بأنه ليس مقبولاً من تلك الشخصيات الثقافية التي تحدثت عنها في بداية المقال من الجيل السابق أن تأتي اليوم متأخرة لتشكك في قدرات الشباب بشكل مباشر وغير مباشر أو يأتي من يطالب بتهيئتهم وينصب نفسه المنقذ والناصح وصاحب الرأي السديد ويدعي حقه بالمساهمة في الرأي !
قرأت في صحيفة الشرق قبل أسبوعين تقريباً مقالاً للكاتب أحمد الحربي الرئيس السابق لنادي جازان الأدبي , يتحدث فيه عن مجلس شباب منطقة جازان،يرى بأن شباب منطقة جازان غير مؤهلين للمشاركة والمساهمة في التنمية والعمل والقرار من خلال مجلس شباب المنطقة ! والحل بكل بساطة طرحه الكاتب بأنه يجب تأهيلهم وحاجتهم إلى : دورات تدريبية – وبرامج توعية – و برامج تثقيفية.لا أفهم كيف يتم مدح شباب المنطقة والثناء عليهم بأنهم أهل للثقة والمسؤولية من قبل أمير المنطقة وحتى من قبل الكاتب في ثنايا مقاله , ثم يأتي الكاتب يناقض نفسه ويناقض الواقع وثقة أمير المنطقة في شباب المنطقة , ويقول بأن هؤلاء الشباب غير مؤهلين ويحتاجون لدورات تدريبية وبرامج توعية وبرامج تثقيفية !
إذا كانوا في نظره غير مؤهلين ويحتاجون كما يقول لدورات وبرامج وإلى تعرفهم بدورهم تجاه المنطقة فإنه لا يرجى في المجلس من الأصل فائدة في هكذا شباب لا يعرف واجبه تجاه منطقته ووطنه . والغريب أن يطالب ( بحقه ) كما يقول في المساهمة بالرأي .أي حق تطالب به ! أين كنت بالأمس عن طرح هذا الرأي وغيره من الآراء , ماذا قدمتم لهؤلاء الشباب ؟ إذن دعوا للشباب فرصتهم ,لا تطالبوا بحق كان بيدكم في الأمس أمره. كان لكم الرأي والقرار كليهما أين النتائج ! ثم تأتون اليوم في وجه هذا الجيل من الشباب المتحمس وتشككون في قدراتهم وتطالبون بتأهيلهم وتطلبون حقكم في المشاركة بالرأي ! هذا الشباب الذين لم تثقوا في قدراتهم اليوم هم نفس الشباب الذين لم تثقوا أيضاً بهم في الأمس , ولن تثقوا بهم أبداً . لقد أخذتم فرصتكم في تقديم ما لديكم واليوم دعوا الجيل الجديد من الشباب يكمل الطريق وأدعموهم لا تشككوا في قدراتهم .
التصنيف: