[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. رؤوفة حسن [/COLOR][/ALIGN]

هل تشاهدون القنوات العلمية المصورة التي تأخذكم الى الغابات والسهول وعمق البحار وأعالي القمم الجبلية الوعرة أو الثلجية كي تخبركم تفصيل شيء ما يعلمكم معلومة جديدة؟ لعلكم مثلي تفعلون، ومثلي تستمعون. فهذا النوع من المشاهدة قد يكون متاحا لساحات الحروب يوميا ولكنه لدروب العلم الأخرى قليل العرض ونادر الحدوث.
وبغض النظر، فالآن يمكنكم مشاهدة كل شيء بالعين المجردة منقولا عن عين كاميرا لشخص أو شخصة انتقى المشهد وسلط الضوء وعكس واقعا يصعب علينا بدونه الوصول اليه. هذه المشاهدة لم تعد رهينة بالقنوات التلفزيونية بل يمكن تحقيق المشاهدة عبر الفيديو والتسجيلات المصورة في اسطوانات خاصة بذلك، ويمكن مشاهدتها عبر الانترنت من خلال الكمبيوتر، ويمكن حتى مشاهدتها في جهاز الهاتف الحديث القابل لنقل الصور مباشرة من الانترنت او من البلوتوث.
فالمشاهدة صارت ممكنة، متاحة ومجانية. كلما في الأمر أن هناك حاجة لمشاهدين يرغبون في العلم عن حقائق الأشياء وليس فقط سطحها، وينظرون للكاميرا كمجال ترفيه ومتعة للعين وفي نفس الوقت بهجة وامتلاء للنفس، وعبق للروح المتعطشة دوما للمعرفة.
الحياة المرهونة بالمغامرة:
ما يمهنا نحن كمشاهدين، ان شخصاً ما في مكان ما لم يسبق لنا اللقاء به أبدا، قد غامر وسافر واستكشف وصور وبحث المعلومات ودققها وانتهى الى عرضها علينا بأبسط الكلمات واسهل العبارات واكثر الطرق جذبا للمشاهدة.
ولكن الغرابة اننا الآن نتلقى هذه المعلومات السهلة وهي لم تعد قادرة على ان توقف أحدا منا قليلا ليسأل ماذا يفعل وسط الماء الملوث هذا الشخص الذي يصور لنا الميكروبات الموجدة في تلك الارض الموحلة والتي تتسبب في امراض الغابة وقد تصيبك بأمراض خطرة اذا تعرضت لها؟ أليس هو عرضة للمرض؟.
كان المعلق المغامر الاسترالي المتابع لحياة التماسيح والثعابين وسلوكياتها واحد من اشهر الضحايا لما يكون عارضا له فقد التهم التمساح جزءاً منه ومات من اثر ذلك. وهناك من يضحي وهم عدد لا يحصى من الصحفيين المصورين الذين يغطون حوادث الحياة المختلفة ويصورون للناس اضواء الرصاص وضربات القنابل وعيون المحاربين ويقفزون بين المتاريس او يصابون بالامراض والأوبئة في الصحارى وبين جموع المرضى او الجوعى او الذين يلتهمهم فيروس ما.
صحيح ان هؤلاء المصورين هم البقية القليلة من الكائنات البشرية خارج اسراب الفيزيائيين والكيميائيين وعلماء الفلك الذين لا تزال فرص الحصول على جوائز تقدير كبرى متاحة لهم، لكن الصورة التي تصبح فيما بعد وثيقة تسجل زمنا وكشفا وحدثا تظل متاحة لكل الناس مع مهارة تصوير سهلة التدبر واحتياجات تصوير قليلة الكلفة، وروح مغامرة ترافقها رغبة في الكشف والبوح والمشاركة.
الخلاصة أن المشاهد العلمية التوثيقية متاحة لكل من ألقى السمع وأصغى برغبة للتعلم وتقدير للجهد وفهم لقيمة الخلاصة المتاحة المعروضة.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *