[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد بشير علي كردي[/COLOR][/ALIGN]

حملت لي رشا على حاسوبها الالكتروني لقطة مسجلة وصلتها من الدانمرك، ذلك البلد النائي شمالا، والبارد جدا، وحيث يطلق عندهم على فصلي الشتاء والصيف وايت ونتر و جرين ونتر، أي شتاء أبيض وشتاء أخضر، لتشركني مع الصحب والجيران في مشاهدة تلك اللقطة الإنسانية الرائعة. وقبل أن تبدأ بالعرض طلبت من مدبرة المنزل إعداد القهوة البيضاء على الطريقة الشامية ( أي مزيج من ماء الزهر والماء الحار) للحضور لتحصن أعصابهم قبل أن تنفلت وهم يشاهدون العرض، فقد ينفعل أحدنا وهو يقارن بين ما يشاهده في اللقطة المسجلة وبين ما يعايشه البعض من أخوة لنا في الإنسانية وقد ضاق صدر الغرب بهم منذ أن تقلص ما في خزائن دولهم من أرصدة وما في جيوب العامة من سيولة نقدية. وكانت بداية الأزمة نتيجة تصرف لا مبال بالعواقب قامت به الدولة العظمى في عام 1967 بإعلانها فك ارتباط الذهب بالدولار وكانت حيلة ماكرة للاستيلاء على ثروات الشعوب دون عناء،ومن ثم بعد أن حلت بالعالم الأزمة الكبرى التي يطلقون عليها أزمة انهيار أسواق المال في الولايات المتحدة على يد الرئيس بوش وبطانته. فاليوم، ومع ارتفاع عدد العاطلين عن العمل في الدول الغربية أخذت الأصوات تعلو مستنكرة سلوك وعادات وأسلوب حياة ملايين الوافدين الذين قدموا إلى هذه القارة من أيام الحرب العالمية الأولى وما بعدها ليعيدوا بسواعدهم البنية التحتية لأوربا التي هدمتها الحروب بما فيها أعمال يتأفف شبابهم من القيام بها، ومع هذا تعلوا الأصوات لمضايقتهم وإرغامهم على العودة من حيث أتى أجدادهم بالرغم من حملهم جنسية البلد الذي أفنوا شبابهم فوق ترابه وسقوه بعرقهم . أكدت رشا أن إحضارها لتلك اللقطة المسجلة هو للتأكيد بأن العالم بخير، وأنه لا زال بيننا شرفاء همهم الأكبر إشاعة المحبة والسرور بين من يعيشون معهم على اختلاف ألوانهم وأعراقهم ودياناتهم ولغاتهم، وتدخلت والدة رشا لتضيف بأن مكارم الأخلاق من الفطرة، وهو ما أكدته الشرائع والقرآن الكريم على وجه الخصوص، وبالتالي سيبقى بيننا ومعنا وحولنا العديد من الشرفاء إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولن يكون مشرفا للغرب أن يضيق سبل الحياة على من ساهموا في رفاهيته واستقراره، وليس مقبولا ذلك التنابز بالألقاب والاستخفاف بالآخرين على أساس لغاتهم وجنسياتهم، فالخلق كلهم عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله. وتضيف بأنها تود من كل من صمت أو أغمض عينيه عن وحشية الإسرائيليين في تعاملهم مع الآخرين أن يشاهد هذه اللقطة المسجلة ومن ثم يحمد الله أن الدنيا بخير، فمحور اللقطة يدور حول سائق حافلة صومالي في الدانمرك، مسلم الديانة بدلالة أن اسمه مختار، حل يوم ميلاده، وكعادة الباحث عن رزقه يوما بيوم لم يأخذ إجازة ليحتفل بهذه المناسبة مع أسرته فباشر عمله اليومي، وكانت المفاجأة أن أعدت له شركة النقل تدابير الاحتفال من غير علمه، وبمشاركة الركاب والعابرين للطريق.
ويتمنى والد رشا على الجميع أن نتعلم كيف نشيع البهجة والسرور وندخل الفرحة في صدور من هم معنا وحولنا وبالقرب منا، عل ذلك يعيد الآخرين إلى رشدهم، وهنا بدأ العرض وطلبت مني رشا بعد انتهائه أن أعمم الموقع على القراء الأفاضل من باب وتواصوا بالحق والموقع هو:
http://www.safeshare.tv/v/xgOyTNtsWyY

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *