[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أنس الدريني[/COLOR][/ALIGN]

إذا أدركنا أن العقل في مجمله يمثل حصيلة ما يكتسبه الإنسان من أفكار ومعتقدات فإننا سنصل إلى حقيقة مفادها أن العقل العربي توقف منذ أمد بعيد عن تطوير فكره وهو من نواحي أخرى يعيش حالة من العزلة والجمود أمام هذا التطور العولمي إن جاز التعبير . ولعل من بين الأسباب الكثيرة لذلك اتباعه للعواطف الجياشة والأوهام الكاذبة والتي سرعان ما تسيطر عليه وتجعله لا يفرّق بين ما هو منطقي وغير منطقي وبين المعقول واللامعقول أي ما يحد من دور العقل في التفكير واتخاذ الرأي وتبعاً لذلك انحدر إلى الهاوية وهذا بعد أن وصلت اهتماماته إلى أدنى مستوى وأصبح الناس يجرون خلف توافه الأمور .. واليوم يجتاح مجتمعاتنا هوس من نوع غريب ألا وهو هوس تفسير الأحلام وللتأكيد أقول بأنني لست بصدد التنديد بالتفسير ذاته و لكن ما يثير الاستغراب حقا أن الناس باتوا مشغولين بتفسير أحلامهم وكأن الحياة لن تستقيم من دون أن يجدوا تفسيرا لها , و في الحقيقة أن هذا الأمر أدى إلى اتساع دائرة المتاجرة باسم الدين لدى عدد من الدجالين والمستثمرين ممن أجادوا قراءة واقع المجتمع ليظهروا عبر الفضائيات مدعين ضلوعهم في تفسير الأحلام وتعبيرها و حقيقتهم أنهم أجادوا قراءة كتب النفس موهمين الناس بأنهم دعاة إصلاح وباتوا يتحدثون بما يتفق مع رغباتهم . إنهم يعرفون أن البيئة الاستثمارية في هكذا ظروف لا يحركها سوى السّذج اللذين يتبعون أهواءهم وعواطفهم والواقع يؤكد أنه من السهل أن تستدرج الناس متى ما أحكمت قبضتك على رسن عواطفهم وهذا مانشاهده عبر القنوات الفضائية المعنونة بأرقام التواصل من خلال خدمة الرسائل النصية والرسائل متعددة الوسائط و الإذاعة وغيرها من وسائل الاتصال ولعل ما يدعوك للأسف هو رواج هذه البضاعة الفاسدة من خلال عقول لا تعي ولا تفكر وبالأخص النساء واللاتي يبحثن عن هذه الخرافات بالرغم من أن ديننا كان واضحاً حيال هذا الشأن وبالأخص فيما يتعلق بروئ الشيطان وأضغاث الأحلام إذاً لماذا كل هذا السباق والضياع في مجتمعاتنا , هل الأجدى أن نتبع هذه الأهواء أم أن نعض بالنواجذ على كتاب الله وسنته مؤمنين بقضائه وقدره أو ليس الله بعلام الغيوب .. أرى بان الأمر يستدعي تحرك الحكومات كافة للسيطرة على الفضائيات من خلال تقنين المسألة والتنبه لمثل هذه التجاوزات ومعاقبة كل دجال يحاول الضحك والاستخفاف بعقول الناس ونحن ليتنا نهتم بما هو أهم لعلنا ننهض من هذا التقاعس المميت ونلحق بركب الأمم التي سبقتنا في ميادين العلم والتطور.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *