دبلوم قذف وتخوين
![• حاتم طالب المشهدي](https://archive.albiladdaily.com/wp-content/uploads/2015/01/271.jpg)
لن تحصل قيادة المرأة بين يوم وليلية.. ما لم يحدث الأمر تدريجياً مع تأنيث الباصات المدرسية والجامعية كي تبدأ مؤسسات الدولة و شركات التأمين بالاستجابة عن طريق صياغة تشريعات تنظيمية لذلك النبأ العظيم .. وكأن المجتمع يرتكب خطيئة (مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنۡ أَحَدٖ مِّنَ العالَمِينَ).
أحد أسباب تأخر قيادة المرأة هو ممانعة البعض الذي تمت استثارته من بعض المراهقات اللواتي كانت (طريقة مطالبتهن الرعناء) وبالاً على كل أم كادحة تطمح لاستخراج رخصة قيادة تقوم بها على شؤون أسرتها.
ولا اخفيكم كمية الذهول التي تعتريني (بعد الابحار في وسائل التواصل الاجتماعي) من كمية السباب والشتائم التي تصيب المطالبات بحق القيادة، بعد أن تم رميهن بأبشع الصفات وتصويرهن كمشبوهات يسعين لتدمير العادات والتقاليد والإسلام “وال وال.. واللي ما يشتيري يتفرج”.
وللأسف يكفي في هذا الزمن (أن تتهم أي إنسان بأي شيء حتي يبدأ الجهلة برميه بكل شيء) مثلما كان يحدث في عصور الظلام لأي مثقف يسعي لتخفيف قيود (العادات والتقاليد) التي كان الممانعون يضفون عليها صبغة إمعاناً في شحن العامة وتأليبهم ضد المطالبين بالتغيير.
فينطلق الرعاع ممسكين بحجار القذف والتخوين في كذبة كبيرة اسمها (الدفاع عن الدين) صنعوها لإغراء السفهاء بكل مثقف سعى للتجديد والخروج من سجن هذا ما وجدنا عليه آباءنا.
جنون العامة المفرغة عقولهم من أي شيء.. سوى دوري المحترفين وأسماء اللاعبين التي يسهل حشوها بأى شيء لشيطنة الآخر وإرهابه ليكون عبرة لكل من طالب بتغيير الموروثات الاجتماعية التي نقبع في غياهب سجونها متضررين محرومين من أدني الامتيازات التي يتمتع بها جيراننا العرب والخليجيين.
درجة الدكتوراه، الجامعة الأوروبية، الكونفدرالية السويسرية.
التصنيف: