تتبنى داعش أغلب الأعمال الإرهابية التي تقع في انحاء العالم بفخر وباعتزاز ، وبالرغم من بشاعة الجرائم التي تقوم بها وفداحتها ، نجد أن مناصريها وخلاياها النائمة التي تنتشر في كل مَكَان ، ولا يحدها حدود حيث يقبل بعض الشباب على سماع دعايتها ومنطقها ويتعاطفون معها ومع طرحها و شيوخها وأفكارها وجرائمها.
إن خطورة داعش ليس في الكيان المتواجد في العراق والشام ، بل خطورتها في الفكر الذي تتبناه ، وتنشره مستغلة الكراهية والطائفية التي تدعوا لها القوى الظلامية ، والخطاب الديني المتشدد ورفض الآخر واستمرار التغطية والتسامح مع المحرضين من الشيوخ الذين يوارون ويدارون تعاطفهم مع داعش. وفي ظل الصمت الإعلامي الرسمي في فضح الممارسات التي تبرر لمثل هذا الفكر وجرائمه ، وتطلق عليه مسميات في غير موضعها . مثل الفئة المغرر بهم وصغار السن أو الخوارج . هذه التسميات المضللة التي لا تعكس جسامة الجرائم المرتكبة وفداحتها.
هذه الأخطاء والسلبيات التي يتهاون المجتمع في تصحيحها فضلا عن التسامح المفرط مع القتلة والمجرمين الذين يرتكبون جرائمهم باسم الدين ، في الحقيقة رافد ومعين يساهم في نشر هذا الفكر ويغذيه بالمال والبشر. وكم نشاهد على الشاشات بعض من الذين يتكلمون باسم الدين لا يجرمون داعش وأفكارها ولا يتبرؤوا من أعمالها ، وفي ظل غياب القوانين التي تجرم التعاطف وكافة الأعمال والأقوال التي تؤيد او تشجع او تتبنّى هذه الأفكار .
خطورة الفكر الداعشي انه ينطلق من نفس الفكر الديني بالرغم من تطرفه وإجرامه الذي يسْتَطيع أنصار التنظيم صبغته بالجهاد ضد المخالفين والاستعانة بالأدلة والأحداث الاسلامية التاريخية لتبرير وتمرير جرائمهم ضد الإنسانية. وطالما أن هناك تماهي بين الخطابين وتشابك وهناك أنصار من شيوخ ودعاة مقبولين لدى شرائح من المجتمع فإن الفكر الداعشي أكثر خطراً وأصعب مراقبة ، في مثل هذه البيئة الحاضنة يتوفر النفير والمدد من داخل المجتمع في أول فرصة تسنح له ، فالخلايا النائمة أكثر فتكاً من الأفراد المعروفين الذين يمكن مراقبتهم.
يجب أن نعلن الحرب على الإرهاب في الداخل قبل الخارج بكل أشكاله وقنواته المؤيدة وتحت أي مسمى أو فعل إيجابي أو سلبي ويجب أن تشمل هذه الحَرْب المناهج التي تكرس الطائفية والقَبَليَّة، وإعادة النظر في الخطاب الديني ، وإصدار الأنظمة والقوانين الرادعة ومعاقبة كل من توسط للمجرمين الإرهابيين أو دعمهم مالياً أو بالقول أو التعاطف وكل داعية أو خطيب عليه إنكار عملهم وفعلهم والتصريح بأنهم لا يختلفون عن القتلة والمجرمين بل هم أشد وطاءً وأكثر اجراماً. وأخيراً التنفيس والترويح عن الشباب بالأنشطة المفيدة والرياضية والبرامج الترفيهية حتى لا يكون وقوداً لهذا الفكر الإجرامي.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *