دائماً.. خير الداعم والمناصر
مقولة الملك «عبدالله آل سعود» رحمه الله (لا غنى للعرب عن مصر ولا غنى لمصر عن العرب) خير ما نبدأ به مقالنا اليوم, وانطلاقا من هذه العبارة, رحبت مصر شعبا وقيادة بكل مشاعر الإخاء والمحبة بالزيارة التاريخية للملك «سلمان بن عبد العزيز», والتى تعد صفعة على وجه كل من يحاولون إشعال الفتن لتحقيق مصالح بغيضه, هؤلاء المتسولون على أرصفة المتاجرة السياسية والإعلامية الرخيصة بالأوطان.
ونعم … فقد تحدث سحابات صيف قصيرة بين القاهرة والرياض, ولكنها لا تستمر كثيرا, كما أنها لا تؤثر على الثابت فى العلاقات التاريخية, الاستراتيجية, القوية المتينة, والأصيلة بين بلدين وشعبين ما يربط بينهما أكثر مما يفرق, ولم تتعرض تلك العلاقات للتهديد الحقيقى سوى فى العام الذى اعتلى فيه الإخوان الحكم (وحتى فى فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لم تصل لهكذا محك), حيث اعتبرت المملكة أن نظام الحكم (الإخوانى) بمثابة جار السوء أو كنافخ الكير الذى إما أن يحرق ثيابك أو تجد منه ريحا خبيثة «كما جاء فى حديث المصطفى عليه صلوات الله وسلامه», وذلك حتى جاءت ثورة الـ30 من يونية وصححت المسار, فعادت العلاقات إلى طبيعتها المعهودة من جديد.
وتأتى هذه الزيارة فى مرحلة مفصلية, فى ضوء تطورات وتحديات خطيرة تواجهها المنطقة العربية بل ومنطقة الشرق الأوسط بأثرها, وقد ضمت وفدا كبيرا, بأجندة حافلة, يتوقع لها تقديم وعمل نقلات نوعية فى العلاقات بين البلدين اللذين تقع على عاتقهما مسئولية الأمة العربية والإسلامية.
ويحرص كلا الجانبين على تنمية وتطوير العلاقات على مختلف الأصعدة, وتكثيف التعاون الاستراتيجى والسياسى والاقتصادى لمواجهة الأخطار والتحديات التى تفرضها المرحلة الراهنة.
ولا يستطيع إلا كل ناكر للجميل أن يغض الطرف عن دعم المملكة لمصر سياسيا وماديا على مدار تاريخ العلاقات بين البلدين, بدءا من عقد معاهدة الصداقة عام 1926 م, ثم اتفاقية التعمير بالرياض عام 1939م. وفى عدوان 1956م حيث دعمت المملكة مصر سياسيا وعسكريا واقتصاديا, وقدمت حوالى 100 مليون دولار بعد سحب العرض الأمريكى لبناء السد, وأعلنت التعبئة العامة لجنودها لمواجهة هذا العدوان الغاشم. مرورا بمواقف جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز وخاصة بعد نكسة 1967م عندما قال أمام الحكام العرب متحدثا عن الدعم العسكرى لمصر (إن مصر تأمر ولا تطلب). وفى عام 1973 م عندما قاد معركة البترول لخدمة حرب أكتوبر. ووصولا لمواقف خادمى الحرمين الشريفين: الملك عبد الله الذى ظل يؤكد حتى وفاته بأن المملكة ليست مرتبطة بنظام وإنما مرتبطة بشعب مصر, وأنها لن تتخلى أبدا عن الشقية ولن تسمح بوقوعها, ليكمل المسيرة من بعده جلالة الملك سلمان الذى دعمنا أيضا فى وقت حساس للغاية أراد فيه الشعب المصرى أن يستعيد هويته فكانا خير الداعم والمناصر لنا.
[email protected]
Twitter: @Heba_elmolla
التصنيف: