خيارات مأزومة تجاه إنقاذ الأقصى

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد أبو الخير[/COLOR][/ALIGN]

منذ سنوات والصحافة العبرية تغص بمقالات من نوع: ماذا لو هدمنا المسجد الأقصى؟ أي رد فعل قد ينتاب العرب؟ ومجمل هذه المقالات والدراسات والتحليلات التي تجري جنباً إلى جنب توسع الحفريات تحت المسجد الأقصى وتهدد أساساته، كانت تخلص إلى أن العرب والمسلمين سيصدرون بضعة بيانات شجب واستنكار ويسيرون بضع مظاهرات، ثم يسكتون!هذا النوع من المقالات زادت وتيرته بعد الربيع العربي وتغير أنظمة حكم في دول ومجيء أخرى، دون أن تستقر أوضاعها تماماً، الأمر الذي حدا بإسرائيل إلى جس النبض.. لعل وعسى.
في هذه الأجواء يأتي حنث الكيان الصهيوني باتفاقيته مع الأردن والسلطة الفلسطينية بشأن زيارة وفد من المنظمة الدولية للثقافة «اليونيسكو» إلى المدينة المقدسة لوضع تقرير بهذا الشأن، والحالة التي وصلتها المقدسات الإسلامية وخصوصاً المسجد الأقصى بعيد الحفريات الإسرائيلية المستمرة تحته وفي ساحة البراق التي يقال إنها تستهدف إزالة تلة المغاربة. خصوصاً وأن المسجد الأقصى وضع من ضمن التراث العالمي وسجلته الحكومة الأردنية عام 1982 من المناطق المهددة بالخطر.
أي تحرك دبلوماسي دولي لحماية المسجد الأقصى من المتوقع أن يصطدم بحقيقة بسيطة اسمها الفيتو الأمريكي الذي يترصد أي قرار ضد اسرائيل، فضلاً عن امتناع دول اوروبية مؤثرة عن التصويت لصالح قرار كهذا، من ضمنها فرنسا وبريطانيا وألمانيا.
ويزيد الطين بلة أن الكيان الصهيوني يسعى إلى اقناع الولايات المتحدة بالتغاضي عما يجري وما سيجري للمسجد الأقصى، وذلك بتهوين ردة الفعل على هذا الفعل المجرم.
وما ينبغي ألا يغيب عن الأذهان بسيط أيضاً: إسرائيل تتحين الفرصة عاجلاً أم أجلاً لهدم أو إسقاط المسجد الاقصى بهزة أرضية أو لسبب أو آخر، تمهيداً لإقامة الهيكل المزعوم، وهي حقيقة يجب ألا يساورنا الشك إزاءها، لكن المشكلة أن خياراتنا تجاه منع هذه الكارثة تظل محدودة ومأزومة ومقيدة.. فمتى تنفتح خياراتنا على الفضاءات التي لا تحد؟.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *