لقد عشنا خلال الفترة الماضية مونديال كاس العالم 2014 والذي اقيم في البرازيل وكان اغلبنا يتابع بشغف مباريات هذه البطولة ولكن هل فكرنا كيف يمكن ان نستفيد من احداث هذه البطولة ونكتسب منها دروس وخبرات في الحياة لتربية وتطوير ذواتنا و زيادة شخصياتنا نضجا و نجاحا.
نعم لا تستغرب ذلك فمباريات كرة القدم مليئة وحافلة بالدروس الذاتية والإدارية والتربوية فتعالوا نستنبط ونستخلص بعض الدروس من هذا المونديال.
فمنتخب البرازيل بسمعته وشهرته وترشيح معظم النقاد والجماهير له ليظفر بالبطولة لم يتمكن من ذلك بل وفشل فشلا ذريعا واحبط جماهيره رغم ان البطولة اقيمت على ارضه وبين جمهوره اتدرون لماذا لانه لم يستعد جيدا للبطولة وهذا يعطينا درسا هاما في حياتنا ان الاعداد والتخطيط والهمة والعزيمة مهمة جدا للنجاح والتفوق والانجاز وبدونها لن تنجح حتى لو كنت في بلدك وبين اهلك وكل الناس تصفق لك وتشجعك.
ووصول منتخب الارجنتين الى النهائي وخسارتهم بصعوبة بهدف وحيد وفي الوقت الاضافي رغم انها لم تقدم المستوى المامول الذي يرضي الجماهير والاعلام يعلمنا ان التركيز على هدفك لتحقيق النتائج المطلوبة اهم بكثير من ارضاء الناس فلا يكن همك ارضاء الاخرين ولكن ركز على هدفك وان لم يعجب الناس.
وقد علمنا هذا المونديال ايضا ان الروح والاخلاق الرياضية اهم بكثير من الشهرة والفن والمهارة وبدونها تسقط وتفشل فعضة سواريزلاعب منتخب الاوروجواي تسببت في ايقافه عن اللعب بل وطرده من البلد تماما وبالتالي اضاع بسوء تصرفه فرصة ذهبية له للبروز في هذه البطولة وتحقيق مزيدا من النجاحات والانجازات وايضا تسبب في احراج منتخب بلاده وخروجهم من المنافسة بدون اي انجاز يذكر.
واظن انك سمعت كما سمعت انا مرارا وتكرارا ان لايستصغرالانسان نفسه ولايقلل من قدراته وامكانياته ولايستسلم حتى لو كان المنافس اكثر شهرة وقوة وخبرة منه ولكننا في هذا المونديال راينا ذلك واقعا ملموسا فمحاربو الصحراء الجزائريين وصلو للدور الثاني من البطولة وواجهو المنتخب الالماني صاحب السمعة والشهرة واحد ابطال العالم وهو الذي نال البطولة بالفعل فيما بعد ولكن الجزائريين لم يستسلمو ولم يقللو من انفسهم وقدراتهم بل ابلو بلاء حسنا وقدمو مستوى رائعا وتفوقو على الالمان في معظم فترات المباراة وسنحت لهم فرص كثيرة كان بامكانهم من خلالها الفوز بالمباراة واخراج المنتخب الالماني من البطولة لكن المباراة امتدت الى الاشواط الاضافية ثم تمكن الالمان من الكسب بصعوبة.
وهكذا الإنسان الحكيم يتأمل في الأحداث والمواقف التي تمر به وتحدث أمامه ليستخلص منها العبر والحكم لذا فعندما تشاهد مباريات كرة القدم راقب وتأمل واستنبط فحتما ستضيف إلى متعتك في المشاهدة متعة أخرى أهم تضاف إلى خبراتك في الحياة.
3903 جدة _ 22246 – 6624

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *