[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالرحمن ظافر[/COLOR][/ALIGN]

الآن هؤلاء الخارقون أصحاب العيون الثاقبة ذات التدمير الأسطوري ، والتي بطرفة عين منها تحيل الصخر الأصم كومة من التراب !! والبيت الأنيق إلي هيكلٍ من الخراب !! أين هم ؟ وددت لو أعثر على أحدهم وأسأله .. « لماذا « شطارتكم « على البسطاء من خلق الله ؟ أين أنتم من أصحاب الناطحات .. واليخوت .. وتلك المزارع التي « يهنّق « جوجل ماب في تحديد أبعادها ؟ .
بالله عليكم هل رأيتم ناطحة سحاب هوت جراء نظرة عابرة استدارت في مقلة حاقد أو ناقم ؟ أو رأيتم سيارة فارهة من النوع الذي نراه مع المشاهير ونجوم الشاشة وأصحاب الملايين قد « بوّشت « على جادة الطريق تحت تأثير قذيفة بصرية لم تصل على النبي ؟ ، أنا عن نفسي لم يسبق لي أن رأيت مثل هذا !! بينما يا كثر ما رأيت من استراحات معظمها من الصاج ( شينكو ) وفي كل ركن من أركانها لافتة لدرء العين ، ويا كثر ما رأيت من منازل لا ترقى لمستوى أصغر مضافة من مضافات هوامير المال العام حرص أصحابها على تدبيجها بالتعويذات ، بل أن بعضها عليها من الأذكار ما يكفي لخنق كل من على وجه الأرض من أبالسة وعفاريت ويريحنا من أذاهم لـ 100 عام ( قدام ).
العجيب .. أنك لو سألت أحد البسطاء المكبلين في توجسات العين والحسد عن معاشه تورد وجهه .. ثم ساقك مع سؤالك لأقرب تصريفة ، مع أن هذا المعاش قد لا يتجاوز قيمة تذكرة طيران واحدة لسويسرا التي تعج بمترفينا على مدار العام !! ثم أن أرصدة أثريائنا تتصدر الصحف ليس بالريال بل باليورو و الدولار ولم نسمع أن أياً منهم تذمر على الأقل دعا إلي كتابة عبارة « خمسة وخميسة « بجوار رصيده !! فهل أعين الحاسدين غدت فارغة إلي هذا الحد ؟ أتترك القصور التي تملأ العين روعة وجمالاً ، والمخططات التي بإمكانها استيعاب نصف الباحثين عن مأوى ، والمولات التي لا تدرك أطرافها أبصار المتسوقين ، وتلك الطائرات والمزارع واليخوت والشاليهات لتلاحق ما بني بالدين !! و بيع بنظام الوعد بالتمليك !! . لا أريد أن يفهم مني أني أنكر العين ( معاذ الله ) أو أني أدعو لتوجيه الحاسدين نحو أولئك الأثرياء فلست بذلك الناقم عليهم إنما يؤسفني حقاً ما آلت إليه الأوضاع في نفوس وعقول الكثير من البسطاء حتى غدت نظرة العين بالنسبة لهم تكبيلاً وتقييداً للتنعم بما أفاضه الله عليهم من الخير والرزق ، أحدهم اشترى سيارة جديدة ( ع الزيرو ) وقبل أن يخرج بها من المعرض أحدث فيها عيباً ظاهرياً شوه بدنها ، وحينما سألته ؛ قال « لتكسر العين « .

[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *