يأتي التغيير دائما من أجل التطوير، وإحداث الحراك داخل أية منظومة في القطاع العام أو الخاص، حتى وإن كان داخل المنزل، لا بد مع الوقت أن تعمل على التغيير لتصبح وتيرة الحياة أكثر قبولا روحيًّا، وتجديد مكاني للجغرافيا التي تعيش فيها، إلا أن محافظة خليص كمكان وروح كانت تنتظر هذا التغيير طوال السبعة عشر عاما الماضية، حيث تمردت طوال تلك الفترة على واقع الحياة والطبيعة البشرية والروحية التواقة لمفهوم التغير، إلى أن لاحت في الأفق بودارُ نتائج إيجابية ، عندما تم تعيين محافظ جديد لخليص وهو الدكتور فيصل الحازمي، إلا أن هذه البوادر لم تصمد كثيرا أمام هذا الواقع المتجذر في داخل هذه المحافظة، عندما أعلن المحافظ عن أسماء المجلس الاستشاري الأسبوع الماضي، وهي نفس الوجوه التي كُرِّسَت منذ أمد طويل في المشهد الخليصي، والتي توجد في كل جمعية أو لجنة؛ من وجهة نظري لا خلاف لديَّ في وجودهم لو لمسنا منهم التغيير في السنوات الماضية، ولا أرغب في أن تؤخذ صورة نمطية عن مفهوم عضوية وأعضاء المجالس بالمحافظة أنها مجالس “ترزز” في كل شاردة وواردة؛ لذا لا بد من انتهاء الصورة النمطية لمحاولة القافزين أن يوجدوا دوما في هذه المجالس.
وأمام هذا المشهد الذي كنا نأمُل أن يتغير بوصول المحافظ الجديد الدكتور فيصل الحازمي إلى محافظة خليص ونرى حِرَاكًا فاعلا يحدث بالمحافظة، إلا أننا نستقبل منه أول صفعات الإحباط عبر تشكيل هذا المجلس الذي لم يعلن عن خططه ورؤاه وأهدافه، إنما أعلن فقط “الترز” أمام الكاميرا ، بل أَسْهَمَ بتكريس الإحباط في أن يحدث التغيير، كم يردد أهالي خليص “العيد باين من عصاريه”، واتضح أن الإدارة داخل المحافظة لا زالت النافذة، وصاحبة القرار في التعيين بالمجالس من عدمه ، ، إنما السؤال الذي أصبح يتضخم بخليص هو ما المؤهلات التي يجب أن يمتلكها الشخص لكي تؤهله ليكون حاضرا بكل لجنة أو جمعية تُؤَسَّس بالمحافظة؟ وأتمنى من الدكتور الحازمي أن يعيد رؤيا العمل بهذه الإدارة، وأن يخرج من الدائرة المرسومة من قبل مجيئه لخليص المحافظة والإنسان، وأقول إن الكثير من المشاريع التي انطلقت في السابق ولم تخرج عن الصورة الأولى انتهت إلى أرشيف الذاكرة، مثقلة بالإحباط؛ لذا لا أرغب في أن أطرح المزيد من الصور المحبِطة ولكن أتمنى، أن تكون الصورة القادمة أكثر بياضًا.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *