خليج ناصر ومصائد عبد الناصر

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]جمعان الكرت[/COLOR][/ALIGN]

فكرتان جديدتان وغريبتان طرحهما الأستاذان ناصرالشدوي وعبد الناصر الكرت، الأولى وهي سحب عنق البحر الأحمر ليصل إلى محافظة المخواة في تهامة عبر وادي الأحسبة العظيم من خلال خليج مائي يمتد في منخفض الوادي وعلى مسافة تصل إلى 60 كم تقريباً ليصل إلى أكناف مدينة المخواة، ويذكر الصديق ناصر الشدوي بأنه في حالة حفر الخليج المائي سوف يقضي على عدة مشكلات من بينها الأوبئة والحشرات التي تتنامى في بطن وادي الأحسبة, فضلاً عن إضفاء جانب سياحي وجمالي للمنطقة, وفوائد أخرى سوف تظهر في حينها، أما الفكرة الثانية التي طرحها أخي عبد الناصر الكرت رئيس المجلس البلدي في مدينة الباحة, ونشرها في بعض المواقع الالكترونية وتتمثل في استحلاب الضباب في سراة منطقة الباحة، ويبدو أن استمرارية معاناة السكان في سنوات مضت كانت سبباً في التفكير لوضع حلول مائية ، خصوصاً وأن الضباب يُعد من المصادر المائية الهامة والذي يتسم بالتشكل السنوي في سراة منطقة الباحة، إذ يجثم على الحافة الغربية من الجبال لفترات زمنية تتراوح ما بين شهر إلى شهرين تقريبا لدرجة أن أشعة الشمس تحتجب تماما في بعض الأيام، والفكرة التي طرحها أخي عبد الناصر ليست خيالية، بل أن بعض الدول المماثلة في بيئاتها الطبيعية والمناخية بدأت بالفعل في استثمار الضباب باعتباره ثروة مائية جيدة قابلة للاستحلاب, وتحويل الرذاذ المتطاير إلى قطرات مائية يمكن سقيا الأشجار، والمزارع و وحتى الناس أيضاً يمكن الاستفادة منه في الشرب, ودولة تشيلي التي تقع في أقصى جنوب غرب أمريكا اللاتينية وتمتد على شكل شريط ضيق تستفيد من الضباب الذي يداهم جبالها وسواحلها الغربية من خلال مصدات ضخمة وبتحكم حراري معين ليحيل الضباب إلى ماء عذب قابل للشرب والسقيا وغيرها من الاستخدامات البشرية .
وبما أن الفكرتين خياليتان إلى حد ما وقد يرى البعض أنهما غير قابلتين للتنفيذ، إلا أن الكثير من الأفكار الإبداعية تأتي هكذا صعبة ومستحيلة ويأتي اليوم الذي تصبح واقعية .
لذا يأخذني حالياً الخيال اللذيذ برؤية مصدات ضخمة وهي تصطاد الضباب الذي يتماوج على سراة الباحة ليحيله إلى قطرت مائية تستقبله قنوات مائية ليتم التصريف إلى المنازل والحدائق، وكأني بفكرة الشدوي أرى أيضاً الخليج البحري الذي يمتد لسانه ليشق اليابسة في اتجاه المخواة, وتحلق عليه طيور النوارس البحرية .
السؤال هنا هل يمر الوقت دون الاستفادة من إمكانياتنا الطبيعية والقابلة للتحسين والتغيير، علماً أن بعض الدول الأوروبية وكما أعرف ويعرف غيري أنشأت لها وطناً فوق الماء بعد أن دفنت ماء البحر لتحيله إلى مساحات برية, استثمرته تلك الدولة في بناء مساكن ليعيش فيها آلاف الناس, والأمثلة شواهد حية على سطح الكرة الأرضية .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *