[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت طالع الزهراني[/COLOR][/ALIGN]

كثيراً ما كنت أتوجس من مسألة تخصيص مصلى مستقل للنساء في مساجدنا , خصوصاً وأن أكثرها – كما رأينا – معزول تماماً عن الجامع أو المسجد , وبمدخل مسقوف بعيد عن الأنظار , وبطريق ملتو , وثمة من قام بفصله عن المسجد بجدار مصمت من الخشب أو الألمنيوم , وعليه فإنني أظن أننا بهذا الإجراء قد \” حجرنا واسعاً \” وضيقنا على أخواتنا النساء , بل وعرضناهن لمخاطر , ومنها ما ورد في خبر نشرته صحيفة \” سبق \” يوم 26 رمضان 1434 هـ .
يقول الخبر :\”أكد الشيخ إبراهيم العجلان، خطيب جامع ابن باز في حي الغدير بشمال الرياض، أن ما أُثير من قصة دخول مسلحَين جامع ابن باز لا أساس له من الصحة. وأوضح أن القصة باختصار هي أنه في يوم الخميس 23/ 9 في صلاة التراويح، وعند التسليمة الثالثة، جاء مجهولان، بشرتهما سمراء، وعمراهما صغيران (في سن المراهقة)، وحاولا دخول مصلى النساء من الباب الجنوبي، وفتح أحدهما الباب أثناء السجود، وعندما أوقفته المشرفة إدعى أنه يريد والدته، فمنعته المشرفة، إلا أنه دفع الباب بقوة، ودخل بسرعة، وسحب حقيبة إحدى النساء.
وأضاف بأن المشرفة الثانية – وكانت تصلي – انتبهت؛ فقطعت الصلاة، وسحبت منه الشنطة، ودفعته خارج الباب، وأُغلق على رجله الباب، فيما صرخت امرأة شاهدت دخول الشاب؛ فحصل ضجيج من النساء، وأبلغت إحدى النساء الشرطة، التي جاءت بسرعة، لكن لم يقبض على المجهولَين\” .. انتهى الخبر .
والواقع أن النساء كن يصلين خلف الرجال في مكان واحد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولقد قرأت لفضيلة الشيخ \” صالح الفوزان \” في موقع \” واحة المرأة \” في رد له على أحد التساؤلات , قوله :\” … وقد نهى النبي – صلى الله عليه وسلم- الرجال عن منع النساء من الصلاة في المسجد فقال : ( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ) وثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم- أنه قال 🙁 خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها ،وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها ) رواه مسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه .. وهذا بيان لموقفهن من صفوف الرجال بالمسجد في صلاة الجماعة\” . انتهى كلام فضيلته .
والشاهد أن النساء على عهد رسول الله , وهو المشرع لدين الله , كن يصلين خلف الرجال في مكان واحد , فلماذا يتم الآن فصلهن عن المسجد بمكان خاص معزول يعرضهن لخطر اللصوص . وما نشرته صحيفة \” سبق \” ليس الحادث الوحيد , فثمة حوادث أخرى لم تصل إلى الإعلام ويعرفها من شهدها أو سمع بها من الثقات .
والذي أراه أنه يتعين على وزارة الشؤون الإسلامية تعديل ما عليه الحال الآن , على نحو يضمن لأخواتنا النساء صلاة آمنة في مساجدنا , وكاتب هذه السطور سبق له في غير مرة أن رفض دخول زوجته مصلى النساء في مساجد كثيرة , رأيت مداخلها غير مطمئنة , وخالجنا – نحن الاثنان – خوف من دخول ممراتها الطويلة المتعرجة والبعيدة عن الأنظار . فهل تستجيب الوزارة مشكورة ؟.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *