خطورة أشعة الشمس على العين
ضمن إطار الجهود المشتركة للتوعية الصحية والتثقيف الدوائي لحجاج بيت الله الحرام… فإنه يسعدنا تقديم بعض الإرشادات والمعلومات الصحية يومياً… من خلال حديث مستشار الإعلام الصحي والمحرر الطبي الصيدلي صبحي الحداد … والذي يتحدث الْيَوْمَ عن خطورة أشعة الشمس على العين خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات عالية كما هي حالياً في فصل الصيف ، ومدى تأثير ذلك على الرؤية.
إن التعرض لأشعة الشمس بشكل مباشر ولفترات طويلة سيؤدي إلى الإصابة بجفاف أو حساسية في العين وتزداد المشكلة لمن يعانون أساساً من مشاكل تحسّس أو جفاف في العين خاصة كبار السن ويمكن لهؤلاء تعويض ذلك بالاستخدام اليومي المتكرر لمرطبات للعين أو مايسمى (آي لوبريكانت) أو بديل للدموع ( ناتشورال تيرز ) أو الدموع الصناعية ( ارتيفيشيال تيرز ) وهي متوفرة في الصيدليات.
وكما هو معروف أن جسم الإنسان يستقبل أشعة الشمس عن طريق الجلد والعينين، ومع أن هناك فوائد للتعرض لأشعة الشمس مثل تصنيع فيتامين “د” في الجلد وتكوين الرؤية في العينين إلا أن هناك أضرارا جسيمة من أخطرها سرطان الجلد وعتامة عدسة العين بعد التعرض الطويل للشمس، فكثرة التعرض لأشعة الشمس تسبب مشاكل للعيون منها ظفرة العين وهي تغيرات في أنسجة الملتحمة تنتج من كثرة التعرض للأشعة فوق البنفسجية وهي تؤدي الى الاحمرار الدائم وأحيانا تؤثر على القرنية والنظر، كما تتسبب في تكوين ما يسمى بالماء الأبيض .
كما ان مرض “الضمور الشبكي البقعي”، ينتج من خلال تأثير أشعة الشمس على مركز البصر في الشبكية نتيجة النظر مباشرة إلى قرص الشمس.
وقد اثبتت الأبحاث أن طول التعرض للأشعة فوق البنفسجية يكون عاملاً مساعداً لتكوين ما يسمى بالضمور البقعي،وتزداد الشكوى من أعراض “جفاف العين” في فصل الصيف نتيجة للجو الحار والجاف ، وتكون أعراضه الحرقان وإحساس بوجود مثل الأجسام الغريبة في العين مع احمرار وحكة وتدميع مع إفرازات بيضاء خفيفة توجد في زوايا العينين.
ومن النصائح التي يجب ذكرها للمحافظة على سلامة العيون في الحج هي “تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة في فترة الذروة أي قبل وبعد الظهر ، قدر المستطاع لكون أعلى نسبة من الأشعة فوق البنفسجية موجودة في الفترة ما بين الساعة العاشرة صباحاً وحتى الثالثة عصراً مع ضرورة استخدام النظارات الشمسية الجيدة الصنع ، التي تستطيع فلترة الأشعة فوق البنفسجية بنسبة 100% حتى تحمي العين من أضرار هذه الأشعة، وكذلك تكون عدساتها عريضة لحماية جوانب العينين حتى لا تنفذ الأشعة من أطراف العدسات.
وتتضمن النصائح ايضاً عدم التعرض مباشرة للهواء الجاف والحار لأن ذلك يزيد من الجفاف وخصوصًا إذا كان الحاج قادماً بالسيارة على الطرق الطويلة، كما أن الحجاج الذين يعانون من جفاف العين عليهم ان يستخدموا القطرات المرطبة التعويضية للدمع بقدر الحاجة كما ذكرنا مسبقاً وكما يقرره الطبيب المختص.
وبالنسبة لمستخدمي العدسات اللاصقة عليهم الحذر من الجفاف في العين في هذا الجو الصيفي الحار حيث تزداد المشكلة عندهم ، لذا فعليهم استخدام القطرات المرطبة الخالية من المواد الحافظة، و تنظيف العدسات يوميا وإعطاء العين فترات راحة منها وخصوصا عند النوم.
وأخيرا وفِي هذه الأجواء الحارة والجافة فإن حساسية العيون تنشط، خصوصاً الفصلية منها وعليه يجب على كل حاج مراجعة طبيب العيون لصرف بعض القطرات المساعدة على تخفيف الحساسية مع بعض القطرات المرطبة مع تجنب كل ما يثير هذه الحساسية بقدر المستطاع.متمنياً للجميع حجاً مبروراً وسعيا مشكوراً وذنباً مغفوراً واستخداما آمنا للدواء.
التصنيف: