(1)

•• قال الشاعر المحلّق المهندس على محمود طه: حديث الأمس ما أجمل ذكره، كان حلماً أن نرى الريس”.

•• إن هذه الصفحات ثمار قراءة لكتاب خليق بالمطالعة، لأن كاتبه شاعر كاتب حصيف! وقد عشت مع هذا المؤلف ساعات جميلة ماتعة يتحدث عنها الكاتب مع ترداده على مصر في عصر كان أعلام المعرفة يملأون ساحات مصر يوم كان أولئك الأعلام البارزون رموز المعز يملأ مناخها عمالقة الأدب والمعرفة ويسعى إلى مصر عشاق المعارف من أقطار الوطن العربي!

•• وكانت الحياة باذخة والمعرفة حرة وأهلوها كثر قبل أن يدور الزمان وتجف الأرض وتصفرّ صفحات الصحافة وتصبح حبرا على ورق كما يقالّ جفّ المداد وغاب الأعلام وتقلصت الحرية وساد الظلام وكسرت الأقلام لأن الألسنة خرصت إلا من يطبل ويتحدث بالمحال الذي تريده السوق الذي يحكم منذ عام”1952″! وحين تخرس الألسنة ما عدا أن توظف للتطبيل فقل على الدنيا السلام!

•• وأجنح إلى كتاب الشاعر الكاتب حسن القرشي، الكتاب الثمين الذي تجاوزت صفحاته الـ”400″صفحة الحافل بالحديث عن أعلام المعرفة يومئذ! فقد بدأ الأستاذ القرشي حديثه عن الأستاذ العميد الدكتور طه حسين رحمه الله، وكتب الدكتور طه حفيلة بالمعارف وأسلوبه البليغ الماتع يغري قارئه ويجذبه إلى المطالعة والمتابعة والمتعة الضنينة، وإن وجدت فهي قلة! ولا أعني شح الثقافة عند أعلام كثر، وإنما السلاسة والجاذبية عند الأستاذ العميد نادرة عند غيره! ذلك أن هذه الشخصية ماتعة ورائعة وجذاً مغرية!

•• والحديث الذي مع مؤلف هذا الكتاب يضم الكثير من أدباء مصر والشام والعراق، غير أن الأكثرية من مصر وحدها! ذلك أن مصر بلد حفل بالكثير من الأعلام في وطن عريض حفيل بالتعددية من البارزين في المعرفة منذ زمن تجاوز المائة عام بالقياس إلى الجامعات! وإذا عدنا إلى طول الزمن فإن الجامع الأزهر بعمره المديد نهضته نعود إلى قرون، وحدث عن البحر ولا حرج كما يقال في المثل.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *