خطاب مفتوح إلى الدكتور عبدالله باقازي

• أحمد محمد باديب

[COLOR=blue]أحمد محمد باديب[/COLOR]

سعادة الأستاذ الدكتور عبد الله باقازي .. وبدون مقدمات فإن وجود أمثالك على ساحة الأدب السعودي شيء يسر الخاطر ويثلج الصدر وذلك لما أراه فيك و فيهم من حمل هذه الدرجات العلمية , و للمنابر التي أعتليتم مراقيها في معاهد الأدب و محافله , أما الشيء الذي لم يسر خاطري و لم يثلج صدري مقالة لك تحت عنوان \” ادعاءات .. مفارقات .. سرقات \” فاجأتني وأنا أقراها في ملحق أربعاء المدينة الصادر بتاريخ 5 رجب 1434هـ والتي تتهم فيها وتسيء للكثيرين من رموز الأمة وأدبائها خصوصاً عملاق الأدب العربي العقاد و الذي تقول إنه توفرت فيه الأبعاد الثلاثة التي عنونت بها مقالتك , فالعقاد برأيك أو أدب العقاد إن صح التعبير و فكر العقاد و فلسفته و نتاجه قد حوى الإدعاءات و المفارقات و السرقات معتمداً في هذا الإتهام على تحليل لا يستند إلى الموضوعية مؤكداً ذلك بشهادة الأستاذ عبد اللطيف شراره بإتهامه للعقاد و المازني بأنهما نهلا من الأدب الإنجليزي , فقل لي بربك من ذا الذي لم يقرأ ولم ينهل من من أؤلئك الذين ساروا في قافلة الأدباء والتي مرت و تركت نتاجها الفكري ؟ و من ذا الذي لم يتأثر بما قرأ و لم يظهر أثر ما قرأ على نتاجه و أدبه ؟ و هل ثمة أديب أو مفكر هبط من الفضاء و هو مكتمل النضوج دون أن يقرأ أو يقتبس أو يتأثر و أنت تعلم أنه قد قيل : إن الشعراء أسرق من الصاغه .
هل هذا هو أسلوب الأستاذ الباحث الذي يقلد الدارسين الألقاب العلمية ؟ إنني أطالبك كواحد من الذين قرأوا العقاد فأعجبوا به و تأثروا بأسلوبه و موضوعيته و أطالبك كواحد من هذه الأمة التي توالت عليها النكبات في جميع شؤونها و للأسف الشديد لم تكن أكثر هذه النكبات إلا بسبب أبناء جلدتها الذين توالوا الطعن في خاصرتها ولا أشد من هذا الطعن الذي يوجه إلى مفكريها .
أنني أطالبك بإظهار النصوص التي اعتمدت عليها أو اعتمد عليها غيرك ممن رحت تستشهد بهم للحكم على العقاد بما حكمت عليه , أطالبك بتحديد النصوص التي قام العقاد بنقلها من مصادرها و أثبتها في كتبه دون أن يشير إليها أو يعزيها إلى مصادرها حتى يثبت عليه هذا الإتهام الذي وجهته إليه معتمداً على إشارة أشرتها إلى عبد اللطيف شراره حتى تخلي مسؤوليتك في هذا الإتهام.
أطالبك.. وإلا فأني أعتبرك معول هدم في ثقافة هذه الأمة و حجر عثرة في سبيل تقدمها و بأنك تريد أن ترقى على حساب عمالقة الثقافة و الأدب متهماً إياهم إتهاماً لا يستطيعون دفعه عن أنفسهم بعد أن انتقلوا إلى الدار الآخرة معتمدين عليك و على أمثالك في الحفاظ على تركتهم لا التهجم عليها و عليهم دون أدنى دليل و السلام .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *