خطابنا الديني والانتقادات
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد حامد الجحدلي [/COLOR][/ALIGN]
يواجه خطابنا الديني الإسلامي هذه الأيام انتقادات حادة من نواحي عديدة طرحا وفكرا وممارسة سلوكية من قبل الآخر لما يقدمه للفئة المستهدفة وتتركز هذه الانتقادات على أن الأجندة المخصصة لمعالجة السلوكيات السلبية التي تواجه أفراد الأسرة المسلمة بالرغم مما يقوم به الرجال المعنيين بصياغة الخطاب الإسلامي الراهن وملاءمته لواقع الحياة بكل متناقضاتها وتوافقاتها وإرهاصاتها في أحيان كثيرة إلاّ إن الأسئلة الملحِّة هي ما يتعلق بمدى الاستفادة القصوى مما يتم طرحه على الموائد المتعددة للخطاب الديني وفق التصنيفات المتاحة لكل متلقٍ عبر منابر المساجد ووسائل الإعلام بتقنياتها وآليات تطويرها وفي المجالس العلمية ومرتاديها من خاصة الناس وعامتهم لتبقى الأسئلة مثار اهتمام الرأي العام ولأن هذا الاهتمام له قاعدة عريضة توازي المسؤوليات الجسيمة التي ينتظرها شريحة كبيرة لكافة أفراد المجتمع من خطابنا الديني للقيام بها مهما كانت الإسقاطات المتوقعة ومن الطبيعي أن يفرز المجتمع عينات كهذه بنوعيها السلبي والإيجابي وما مدى تأثيره على شرائح المتلقين وماهي الانعكاسات المتوقعة على السلوكيات والممارسات والأخلاقيات لكل من ينتمي إليه وهل لدينا نسب مئوية وإحصائيات نستدل من خلالها على نتائج موثقة يستفاد منها لإجراءات مماثلة ودراسات وأبحاث تعزز الأهداف التي ينشدها المجتمع من عملية التجديد وفق التعاليم الدينية بروح العقيدة الإسلامية وتشريعاتها والأنظمة التربوية ومخرجاتها الفكرية والسلوكية والعلاقات الإنسانية بين أبناء الأمة الإسلامية الواحدة بثوابتها ومتغيرات خطابنا ومرونته في تحديث أنظمته دون المساس بالثوابت الشرعية ولاشك أن الخطاب الديني متى ما توفرت له آلية التحديث والتحسين والتغيير الذي لا يتعارض مع ثوابت النص علما بأن وسائط التغيير قد تعتريها حزم من الشوائب من جراء التأثر بثقافات وتيارات فكرية تتمحور وراء ستار من المفاهيم المغرضة التي لا يمكنها أن تخدم أهداف وقضايا الأمة بينما قد تعكس صور أكثر ضررا وتولد فكرا منحرفا يؤدي للتطرف والعنف وتضليل أفكار الناس وهو ما يختلف تماما مع منهجية الخطاب الإسلامي ويعطي صورة سيئة عنه ويستدعي الآخر ضد مبادئه ويضعف قواه في مواجهة التيارات الفكرية المعادية عبر نوافذ عديدة من العولمة والبرامج الفضائية ومواقع الانترنت وانتشارها أمام موجات عارمة من سياسة الانفتاح التي تبث عبر الفضاء ليلاً ونهارا بإغراءات لا حدود لها لتدخل كل بيت.
ولأن أمتنا الإسلامية تواجه تحديات فكرية خطيرة تمثل عائقا أمام منجزاتها الثقافية التي تعد مصدرا لهيكلة خطابنا الديني على أسس علمية ثابتة تقف جنبا إلي جنب مع مؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام المحلية والدولية كسياج آمن أمام هذه التحديات وليس عيبا أن نبحث عن إصلاح ذاتنا كمسئولية مشتركة تقع على عاتق المؤسسات المعنية بكافة فئاتها وشرائحها للنهوض بمستوى الخطاب الديني والمستوي الثقافي والتوعوي الذي يساهم في بناء شخصية الداعية ويجعله أكثر تعايشا مع واقعه مستلهما مفردات خطابه لنبض الشارع الذي يعيش في داخله ويتكيف مع ظروفه وإمكانياته وتطويع أدواته لملامسة واقع الأمة وخطابها الديني في تقارب فكري ووجداني .
التصنيف: