خبايا في أحشاء جامعاتنا
[COLOR=royalblue]بخيت طالع الزهراني[/COLOR]
ما روته حارسة الأمن في جامعة نورة آسيا العنزي , عبر شاشة mbc لبرنامج ” الثامنة ” مع داود الشريان قبل أيام , من أن عددا من المحظورات كان في حوزة الطالبات , لاشك أنه كان أمرا صادما لنا كمجتمع , لكن تظل صدقية رواية تلك الحارسة مرهونة بتحقيق ميداني شفاف من جهة محايدة .
أما بيان جامعة نورة الذي صدر بعد بث الحلقة بيومين فقد رأيت فيه نقاطا موضوعية , أبرزها أن الاتهام بالانحراف الاخلاقي قد طال الطالبات وهذا لا يجوز .. وأنه ليس هناك فصل تعسفي للحارسات , فهن يعملن أصلا لحساب شركة تعاقدت معها الجامعة وانتهى عقد الشركة نظاما .. وان من المهنية الاعلامية أن يكون في استديو البرنامج من يمثل الطرف الاخر وهو الجامعة .
وبعيدا عن الجدل حول هذا الموضوع نقول بشكل عام , إن الجهاز الإداري الذي يحرك العمل في هذه الجامعة أو تلك من جامعاتنا , يظل المسؤول الأول عن قيام أي سوءات ترتع في أحشاء أي من محاضننا الاكاديمية , خصوصا بعد أن تفوح رائحته , وتصل إلى أنوفنا نحن البعيدين عن المكان نفسه .
والواقع أنه حُق لنا أن نُصدم , بل وتغشانا الحيرة والألم , لسبب بدهي سريع , وهو أننا كنا وسنظل نعول على ادارات جامعاتنا أن تكون على درجة عالية من المهنية الادارية , التي تمكنها من ضبط سلوكيات طلابها وطالباتها , فالسلوك الذي يُعد الابن الشرعي للقيم , هو أول ما نطالب به قبل مطالباتنا بالعلم والمهارات .
نحن حقيقة مازلنا نتذكر ما حدث العام الماضي من اختلالات في جامعة الملك خالد بأبها , وكيف تطورت أحداثها بشكل دراماتيكي , وهذ ما يجعلنا نتمنى على معالي وزير التعليم العالي المسارعة وفي أقل الوقت إلى ضبط أداء الادارات العليا في أكثر من جامعة من جامعاتنا وفق ما يراه معاليه من آليات صارمة .
إن مقعد مدير الجامعة – أي جامعة – ليس تشريفا , ولا هو « تكية « أو منحة أرض مثلاً , أو عطية من العطيات , بل هو تكليف وأمانة ومسؤولية , ولسنا بحاجة أن نذكر وزارة التعليم العالي أنه من الغبن أن يوصد الأمر لغير أهله , ففي ذلك ظلم مركب , ظلم للمدير نفسه لأنه غير مؤهل , وظلم لمن هم تحت يده من بشر وحجر وإمكانيات .
الذي نعرفه بداهة أنه لا يستقيم أمر المؤسسة – أي مؤسسة – إذا كان ربابنتها في واد , وما يجري داخل أروقتها في واد آخر , وبعبارة أخرى فإن الملامة في أي اختلال ونشوز و» انبعاجات « في منظومة العمل بالمؤسسات , إنما تقع – أول ما تقع – على عاتق المدير الكبير والجوقة المحيطة به من المساعدين .
وفي أمثالنا الشعبية مقولة معبرة وحكمة بليغة , وهي « إذا صلح الرأس صلح البدن « .. وبناء على ذلك فإن السبب الأول – في تقديري – لكل بلاء في أي مؤسسة ومرفق , هو ضعف إدارة مديره , وعجز الادارة العليا بالمؤسسة عن ضبط منهج الاداء العام فيها على نحو متناغم , ومحقق للرؤية والاهداف .
وفي كل الاحوال فإنه يظل من العدل ألا نصدق كل ما يقال من تهم وشائعات , وفي ذات الوقت ألا نغفل عن أية شكوى أو اشارة أو معاناة , وعليه فإننا نتطلع من مقام وزارة التعليم العالي أن يكون في أجندتها زيارات دورية للجامعات , لم لا ؟ .. وأن من الأمانة الانصات الى صوت الطلاب والطالبات بين فترة وأخرى , فهم خير من يكشف عور أداء بعض مديريها وأساتذتها ممن تجاوزهم الزمن أو اغتروا بمناصبهم , وظنوا أنه لا حسيب ولا رقيب عليهم .
التصنيف: