[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]طيب عبدالرحيم بخاري[/COLOR][/ALIGN]

قام صندوق التنمية العقاري السعودي بتقديم صورة لمشروع حضاري تنموي بمكة المكرمة وهو مشروع للإسكان العام أعتبر الأفضل على مستوى المملكة للمشاريع المماثلة , وميزة الموقع الإستراتيجي ( يمين الداخل إلى مكة المكرمة من جدة ) وقد استفاد منة مئات المواطنين وكان ذلك منذ عشرين عاما أو أكثر, وأصبح أبناء أم القرى يفخرون بالإنجاز الذي نفذ على أرض الواقع بعناية فائقة ووفق أفضل المواصفات والشروط الهندسية تصميما وتنفيذا ليكون نموذجيا يحقق طموحات ورغبات المستفيدين منه من أخواننا المواطنين .
إلا أن المشروع أصبح مع الأسف الشديد – الآن – بلا هوية بعد ما أصابه العبث والتشويه في المظهر العام , فأصحاب بعض الفلل مارس عمليات قصرية منها هواية الفن التشكيلي دون سابق دراسة أو معرفة في عملية الطلاء الخارجي فلم يحسنوا اختيار الألوان وتناسقها بحيث لا تؤثر على الشكل الجمالي العام للمشروع , بل تجاوز العبث إلى تغيير شكل بعض الفلل كلياً وكذلك الأسوار ولم يتم إلزامهم بنموذج موحد معتمد يكون ملزماً للجميع عند الرغبة في التغيير أو الحاجة لزيادة الأدوار مثلا , لقد أصبحت الارتفاعات متفاوتة وبأشكال وأنماط أقل ما يقال بأنها نشاز عن التصميمات الأساسية للمشروع أن صح التعبير, والتغيير والتعديل أصبح نوعاً من العدوى يجب مكافحتها قبل أن تصيب المشروع بالكامل , وتمتد الأيدي للساحات والشوارع الفرعية والرئيسية ليصيبها العبث . وأمانة العاصمة المقدسة مع الأسف الشديد الحاضر الغائب لم تحرك ساكنا كما يبدو وكأن الأمر لايعنيها لأن ما حصل ويحصل لم يتم في الخفاء بل تم على مرأى الجميع وعلى عينك يا تاجر, إلا إذا كانت الأمانة لديها قناعتها بأن ما حصل أمر طبيعي وحق أكتسبه أصحاب الفلل بامتلاكهم لها يعطيهم هذا الحق بأن يفعلوا ما يريدون دون رقيب أو حسيب , أو الأمانة لديها من القضايا ما هو أهم من تشويه مشروع حضاري نموذجي يكون عنوانا للمشاريع التنموية أنفقت علية الدولة مئات الملايين من الريالات . نقول ذلك لان هناك جزءاً كبيراً جاري استكمال تنفيذه من نفس مشروع الإسكان العام وفي نفس الموقع وتمت ترسيته من قبل صندوق التنمية إحدى الشركات الوطنية , وإن كان العمل في الجزء المتبقي من المشروع والذي هو عبارة عن استكمال التشطيبات في الفلل المتبقية يسير سير السلحفاة مع بداية عمل المقاول , والآن يبدو أن المقاول المنفذ توقفت أعمالة في المشروع أو أوقف لا نعرف , ولا نريد الانتظار عشرين عاما حتى يكتمل المشروع , لأننا نخشى أن يستمر مسلسل التجاوزات التي حصلت ويتكرر موال المخالفات مرة أخرى في المشروع الجديد عند تسليمه لمستحقيه من قبل صندوق التنمية العقاري وأمانة العاصمة المقدسة تبارك لمن يرغب في التغير كما حصل مرة أخرى وبصورة عشوائية . عندما نسافر للخارج نشاهد مشاريع مماثلة لكن لا يسمح لأصحابها بالتعديل والتغيير إلا وفق شروط ومعايير لا يمكن تجاوزها بأية صورة كانت خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالشكل الخارجي للفلا أو الشقة , أليس لدينا أنظمة مماثلة تحفظ على المكتسبات الحضارية أم مبدأ خالف تعرف يكون هو الأنسب لعنوان المخالفين هو الأهم لديهم , وكل مين يغني على ليلاه .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *