خالد الفيصل وصناعة المستقبل

Avatar

[COLOR=blue][ALIGN=LEFT]محمد المنقري[/ALIGN][/COLOR]

لا يكتفي الأمير خالد الفيصل بدوره الاداري بل يؤدي مهمة فكرية رائدة رسالتها تجاوز دوائر النمطية متصالحاً مع المستقبل بكل أطيافه وتحدياته.
ورغم الأعباء التي يتولاها منذ ان كان مسؤولاً عن رعاية الشباب ثم أميراً لعسير واحدة من أكثر المناطق حاجة للتنمية والقفز للأمام وصولاً إلى موقعه في امارة مكة فإن الامير خالد الفيصل يؤدي عمله بنموذجية فريدة على اصعدة شتى فيعجز المتابع عن تصنيفه فهو الامير الاداري السعودي القادر على التحدي، وهو الفنان المهذب والشاعر انيق الكلمات الذي قدم فناً مغايراً غدا مدرسة بكل معاني الكلمة، واذا كان للعرب ان يقدموا لائحة بأهم الشخصيات المؤسسة التي تخطط للعمل الثقافي الحقيقي وبناء الغد فإنه يأتي على رأس القائمة وخير دليل المنظومة الأكثر حداثة واهتماماً برسالة العرب المتمثلة في مؤسسة الفكر العربي التي لا تكف عن القاء الاسئلة الشائكة التي تحرك الراكد وتدعو الى استعادة المجد العربي وخزائنه الفريدة.
لكن من المؤسف ان كثيراً من مشاريع مؤسسة الفكر العربي لم تُعط حقها من القراءة والمراجعة والتأمل، ولم تبادر المؤسسات الاعلامية والثقافية لتقديم صورة حقيقية عن هذه المنجزات ولعلي هنا اضرب مثالاً واحداً يخص التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية فهو درس احصائي ومنهجي علمي يشخص الواقع العربي ويضع اليد على مواطن الجرح ليساعد القادة الثقافيين والتنفيذيين على بناء اعمال تحقق الحاجات الميدانية وتلتزم باشتراطات الغد لكن – وبكل أسف – لا اظن ان المعنيين به قد اخذوه على محمل الجد وتلك احدى مصائب العمل العربي الذي يبرع في الانشائية والقص واللصق إن صح التعبير بعيداً عن منهجية مؤسسة الفكر وبعض المؤسسات النادرة النظيرة.
ثم قدم الامير خالد الفيصل ايقونة ضوء فريدة حين دعا ورسم افق العالم الاول الذي يجدر بنا، وكيف نصل اليه في دعوته الشهيرة \”نحو العالم الأول\” وقبلها دعوته وتأصيله الثقافي لـ\”منهج الاعتدال السعودي\”.
وقبل أيام قدّم الأمير خالد الفيصل مشروعاً وطنياً ونواة مؤتمر، وكتاباً فكرياً مكثفاً ومكاشفاً للواقع الذي تستسلم له بعض المؤسسات المحلية ومنها وزارة الخدمة المدنية والمالية، أقصد هنا المقال المنشور يوم الثلاثاء 22/ 9/ 2009 بصحيفة الوطن بعنوان \”العالم الأول بيننا.. فماذا نحن فاعلون؟\” وهو بكل تأكيد مشروع وثيقة وطنية وفنار لفرق التخطيط وصاغة الاستراتيجيات.. كان الأمير يتحدث عن المشروع المدهش الذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في ثول \”كاوست\” في مدة قياسية وبأعلى المعايير فتحقق حلم الملك ببناء صرح علمي عالمي قد يستبعد بعض المحبطين \”بكسر الباء\” حصوله على أرض هذه البلاد لكنه تحقق بهمم الرجال والارادة النقية الخالصة، والتخطيط النموذجي.
\”المفارقة العجيبة ان هذه الجزر المتطورة كلها سعودية مئة في المئة، اذ دخلتها تشعر انك في عالم آخر من التنظيم والادارة والتخطيط والتنفيذ والخدمات المميزة، اما اذا خرجت من أسوارها فكأنك خرجت من كل ذلك الى خلاف ذلك.
.. أما آن الاوان لوزارة الخدمة المدنية ان تطرح مبادرة لاعادة النظر في النظام الاداري، مثلاً، وتحاول ان تستفيد من نظام أرامكو؟
أما آن الاوان لوزارة المالية ان تعيد النظر في النظام المالي مستفيدة أيضاً من نظام أرامكو؟
السؤال الذي يقفز أمام كل ناظر هو: لماذا لا تكون الوزارات الخدمية الكبيرة في المملكة على مستوى الادارات الخدمية الصغيرة في هذه الجزر؟\” ذلك جزء يسير من مقاله الذي أتمنى أن يحظى بما يستحق من قراءات اعلامية وثقافية واجتماعية ومؤسساتية وان يكون ورقة عمل اساسية لمجلس الشورى عند افتتاح موسمه الجديد، وان يكون سراجاً أمام عيون من تحمّل الأمانة في بلد يسعى لمكانه الحقيقي في العالم الأول لا أن ينسى المقال بعد فترة من الزمن دون اعطائه حقه التأملي والتنفيذي وذلك سهل ويسير أمام همم الرجال حين يصدق الانتماء.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *