خالد الفيصل أما حان وقت التكريم ؟
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالرحمن المطيري[/COLOR][/ALIGN]
تفخر بلدان العالم أجمع بالعباقرة من أبنائها بل و تزهو بهم أمام الجميع وتظل وفية لهم حتى بعد رحيلهم عن الدنيا, تُخلِّد أسماءهم , تقحم سيَرهم الذاتية المليئة بالكفاح في الكتب المدرسية والجامعية ليتعرف عليها الصغار قبل الكبار ,بل و أكثر من ذلك كأن تعود لتبحث وتنقب مرة أخرى في ما قدموه من أعمال محاولة قراءة تلك الشخوص الخالدة من زاوية مختلفة لعلها تعثر على شيء ما, شيء يبعث الفخر مجدداً لتلك البلدان في أبنائها حتى ولو لم يعودوا أحياء, في السعودية الوضع يختلف قليلاً ! ليس قليلاً بل أقل من الكثير بقليل, البعض هنا شعبوياً قبل الشأن الرسمي يتعاطى مع عباقرة هذا الوطن بطريقة مختلفة و كأن هذا البعض يرتبط بميثاق شرف لم يتجرأ أحداً ما على كتابة حرفه الأول, ميثاق ينطلق من مرجعيتين ثابتتين, أولاهما أن صفة عبقري لا يتم الحصول عليها إلا بعد حصول الباحث عنها على عدد من الأوسمة الخارجية وأن يكرم في الخارج أكثر من مرة , أما المرجعية الثانية فأشد قسوة وصعوبة وتتلخص في أن ذلك العبقري لا يمكن الاحتفاء به على أرض الوطن إلا بعد وفاته ! إذاً نحن أمام عبقري لن يرى ثمرة عمله حياً وسيرحل وفي قلبه غصة, ما دعاني لهذه المقدمة الطويلة هو خبر تكريم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل من أعلى سلطة في مملكة البحرين على هامش افتتاح بطولة كأس الخليج العربية المقامة في المنامة, وخالد الفيصل قبل أن يكون أميراً هو مواطن سعودي كان له السبق في طرح فكرة إقامة هذه البطولة في العام 1968 م لنشر أواصر المحبة بين أبناء الخليج العربي والتي ما زالت قائمة حتى عامنا هذا , خالد الفيصل هو صاحب أول منتدى أدبي ثقافي سعودي والذي كان يعقد في منزله بالرياض وهو بالمناسبة من أشرف على تأسيس نادي أبها الثقافي والذي بات حاضنة للمبدعين من أبناء وفتيات الجنوب, هو رئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية رحمه الله والتي تحتفي بمن يخدم الإسلام والبشرية من علماء وهي الجائزة التي يفخر بها كل مسلم و عربي, هو من أسس مؤسسة الفكر العربي الرائدة التي تنافح عن فكر الأمة العربية وتدعو لتعزيز ثوابتها من قيم وأخلاق وتعقد دوراتها التي تجمع مثقفي وعلماء وسياسيي الأمة بشكل سنوي مداورة بين عواصم ومدن الدول العربية والتي كان آخرها في دبي, هو الرسام الأنيق الذي أقام معارضه الفنية في الداخل قبل الخارج, هو الشاعر الذي ازدانت دواوينه بوطنه وبيع من أحدها أكثر من خمسين ألف نسخة علاوة على تأليفه لعدد من الأوبريتات و القصائد الوطنية في مهرجان الجنادرية وغيرها من المناسبات الوطنية التي نعتز بها كسعوديين, الحديث عن خالد الفيصل يجلب لصاحبه المتاعب ! فلا تعلم من أية الاتجاهات تبدأ وإلى أيها تصل وهل ستخرج بعد كل ذلك وقد أنصفت الرجل ؟ هناك قلة من الرجال يصاب أمامهم الحرف بالعجز, فلو مررنا على خالد الفيصل المسؤول الحكومي لو جدنا أنفسنا أمام ثلاثة تجارب ناجحة نحتاج معها لتأليف كتاب خالدي في فن الإدارة , فرعاية الشباب وإمارة منطقة عسير وصولاً لمنصبه الحالي أميراً لمنطقة مكة المكرمة جميعها كانت على موعد مع ثورة في التغيير وبث الحياة في عروقها والأخذ بها إلى الأمام من أجل الوصول لأكبر درجة من الرضى على ما تقدمه من خدمات للمواطنين, خارجياً الأمير خالد الفيصل حاصل على ( 7 ) أوسمة رفيعة المستوى وقد أضاف لها أمس الأول وسام الشيخ عيسى بن خليفة ليصبح مجموع ذلك ثمانية أوسمة خارجية وهو رقم كبير, رقم يفي بالغرض, فرض أن نبدأ في تكريمه نحن السعوديين بصفته مواطناً عبقرياً جلب لنا و لبلدنا الفخر والاعتزاز . تكريماً أول شروطه أن يكون خالد الفيصل حاضراً, حياً, ليرى ثمرة ما قام به بعينيه.
التصنيف: