حَنِينْ الفَرَحْ
نبيه بن مراد العطرجي
الفَرح مِن الطبائِع البشَرية ، وَذو قِيمة كبِيرة لدَى الإنْسان ، فَهو غَاية كُل مَرء ، وَبهجة كُل رُوح ، وَحاجة أسَاسية مِن حَاجات كُل نَفس سَوية ، فلحَظات الفَرح هِي الدَوحة التِي نَتفيّأ ظِلالها خِلال رِحلة العُمر ، وَأحلى تِلك الأفْراح ذَلك الفَرح الذِي يرتَبط فِيه الشَاب بِفتاة ، فَالزوَاج سُنة الله ، وَتمام الدِين ، وَمدرَسة الحيَاة ، وَالأخَلاق وَالصَبر ، وَمحطَة لتَسِير الحيَاة ، وَبناء الأسْرة ، وَاليوم الأوْل مِن شَهر جمَادى الثَاني لِعام 1432هـ َسعَادتِي فِيه سعَادة غَامرة حَيث أصْبحت تِلك الطفْلة البرِيئة هَادئة الطِباع جمِيلة الخُلق وَالأخْلاق المصُونة (حَنِينْ) ابْنة شَقيقِي الدكتُور عَبد الله عَروساً ارْتبطت بِالميثَاق الغَليظ {وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} بِشاب كُفء ذُي دِين وَخلق وَثقَافة فِي عُمر الزهُور أكرَمها بِه الرحمَن الرحِيم لتهنَأ مَعه بِإذن الله تعَالى سنوَات عُمرها القَادمة حيَاة هنِيئة كرِيمة سعِيدة ، دَاعياً الموْلى أنْ يُكرمهُا بِالذُرية الصَالحة .
بُنيتِي ( حَنِينْ ) أنتِ اليَوم تُودعِين أيَام مضَت مِن عُمرك قَضيتِيها بِمنزل وَالدك وَبرفْقة وَالدَتك وَإخوتِك سَتكون مِن اليَوم مِن الذِكريات الجَميلة التِي ستزُورِينها بَين الحِين وَالآخر ، وَستلجِين حيَاة جَديدة قَد سمعْت عنهَا الكَثير ، وَلكِنك يَا بُنيتِي لمْ تعِيشيهِا فَعليكِ أنْ تَستنِيري بِخبرة وَالدتك فِي الحيَاة الزَوجِية ، وَرجاحَة عَقلهَا ، فَهي حُضنك الدَافئ فِي طُفولتِك وَشبابِك وَباقِي عُمرك المدِيد فِي طاعَة الرَحمن بِإذن الله تعَالى .
بُنيتِي (حَنِينْ) إلَيك هَذه الوصَايا التِي قِيلت مُنذ سَالف العَصر وَالزمَان حَيث أهدَتها أُم لإبْنتهَا لَيلة زِفافهَا : أيْ بُنية ، إِنك مفَارقة بَيتك الذِي مِنه خَرجت ، وَعشِك الذِي مِنه دَرجت إِلى رَجل لمْ تعرفِيه ، وَقرِين لمْ تألفِيه ، فَكونِي لَه أَمة يكنْ لَك عَبداً ، وَأحفظِي لَه خِصالاً عَشراَ يكنْ لَك ذُخراَ:
فَأما الأولَى وَالثانِية : فَالرضَا بِالقنَاعة وَحسن السَمع لَه وَالطاعَة.
وَأما الثَالثة وَالرَابعة : فَالتفَقد لموَاقع عَينه وَأنفِه ، فَلا تَقع عَينه مِنك عَلى قبِيح ، وَلا يَشم أنْفه مِنك إلَا أطْيب الرِيح.
وَأما الخَامسة وَالسَادسة : فَالتفَقد لِوقت طعَامه وَمنَامه ، فإِن شِدة الجُوع مُلهبة وَتنغِيص النُوم مُغضبة.
وَأما السَابعة وَالثامِنة : فَالإحرَاز لمالُه وَالإرعَاء عَلى حَشمه وَعِياله.
وَأما التَاسعة وَالعاشِرة : فَلا تَعصِي لَه أمْراً وَلا تَفشِي لَه سِراً ، فَإنك إنْ خَالفت أمْره أوْغَرت صَدره ، وَإياك وَالفَرح بَين يَديه إذَا كَان مُهتماً ، وَالكآبة لَديه إذَا كَان فَرحاً.
هَمْسَة : لَا تَكنْ حيَاتِك كغَيرِك .
دُعَاءْ : بَارك الله لَك وَبارَك عَليكِ وَجمَع بَينكمَا فِي خَير .
وَمنْ أصْدق مِن الله قِيلاً {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}
التصنيف: