حين تتبدل الخطوط الحمراء مع الأخرين إلى سوداء

نيفين عباس

متي وكيف يتجاوز الآخرين الحدود ؟!
سؤال يجول فى خاطر كل امرأة، ليطرح داخلها الكثير من التساؤلات عن أسباب وصولها لتلك النقطة.. نقطة النهاية.. لكنها تقف حائرة بين الأسباب والنتائج لتتسائل بعدها.. هل وضع الحدود مع الأخرين تكبر؟؟ كيف أتعامل مع الغير دون أن أُستغل؟؟
لكل منا نقطة لا ترجع الحياة فيها كما كانت عليه من قبل.. تلك النقطة تسمي الحدود
يتم إختراقها عندما نسمح بـ اللا مقبول أن يكون مقبولاً.. فكيف نفتش بين أوراق الماضى عن ذكريات من كانوا فى أول الطريق أجمل مما أصبحوا عليه الآن
فنكتشف فى لحظة صدقٍ مع النفس أننا من سمح للغير أن يتعدى الخطوط الحمراء معنا.. وإستغل تلك الثقة أسوء إستغلال لتتحول الخطوط الحمراء فى حياتنا إلى سوداء
هناك نساء لا تضع حدود فى حياتها.. لا على صعيد زملاء العمل أو الأصدقاء.. فهى تعتبر الزملاء أو الأصدقاء أسرة ثانية لها ولا تمانع من أن تحكى أدق تفاصيل حياتها بشكل يحول الصديق لعدو فيما بعد
معرفة الأخرين لنقط الضعف التى نعانى منها مفتاح لكل عدو متربص بنا.. يجب أن نضع حداً فاصلاً بين تكوين الصداقات والثقة العمياء
نساعد الأخرين لكن ليس على حساب أنفسنا.. نقدم الدعم دون أن نضع كامل الثقة
فلا يوجد إنسان يمكن أن نضع فيه ثقتنا الكاملة.. لكن هناك الكثيرين ممن يستحقون أن نضع لهم تقدير وإحترام ومكانه
كذلك ليس كل من طرق أبواب قلوبنا يستحق صداقتنا.. يجب أن تحافظ المرأة على الحدود فى التعامل مع الأخرين.. دون أن تنقص من شأن أحد أو تصل إلى مرحلة أن تجد نفسها بالنهاية وحيدة
فالثقة لا تمنح مرة واحدة بل تمنح بالتدريج والإحترام المتبادل.. الحدود لا تضر بالعلاقات.. لكن السكوت عن التجاوزات هو ما يضر بها
لا يمكن أن نجعل الأخرين سعداء على حساب شقائنا ومعاناتنا.. فمن غير المقبول أو المعقول أن نمنح الأخرين السعادة على حساب خسارتنا
قد لا يتقبل البعض وضع حدود فى التعامل معه.. لكن الحزن الذى ينتابه بسبب عدم تقبله للأمر يجعله بنفس الوقت يحترمنا ويتقبل الحدود ليحافظ على علاقتنا معه عكس ما يعتقد البعض أن ذلك سيبعده
وضع الحدود ليس بأمرٍ صعب أو مستحيل.. يمكن أن يكتسب بالمهارة والتعلم من أخطاء الماضى والتحلى بقليل من الحكمة ومراعاة النفس ووضعها فى الإعتبار قبل الأخرين
اللطف وحده لا يكفى حتى يكسبنا علاقات جيدة.. بل اللطف الممزوج بقوة نستطيع من خلالها أن ندافع عن أنفسنا دون أن يحول الأخرين حياتنا لجحيم
فى البداية يمكن إعتبار تجاوز الحدود نوع من التقرب.. لكن سرعان ما يتحول الأمر لحق مشروع للطرف الأخر.. وسيجعله يستخدم ضدنا مشاعر الغضب والسخط فقط لأننا أرادنا إصلاح ما أفسدناه بسبب دمجنا للجد والمزح معاً دون حزم أو حدود

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *