حينما تكون القبيّلةَ محفزةً على القبليّةِ
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد طالع[/COLOR][/ALIGN]
القبيلة والقبلية شيئان مختلفان مترابطان, فلا قبائلية أو قبلية بغير قبيلة, بينما ليست القبلية من شروط وجود القبيلة, فالقبيلة هي تلك الجماعة من الناس الذين يشكلون أفراد القبيلة وينضوون تحت اسمها ويعتقدون بمنهاجها وطقوسها والتي قد تتميز بها عن غيرها من مثيلاتها, أما القبلية فهي تلك القيم والأخلاق التي يتوارثها ويحرص عليها المنتمون للقبيلة وينافحون لأجلها, تلك القيم والمعاني التي يعتنقونها حد الإيمان بدرجات فائقةٍ تصل إلى الغلو المذموم.
ولأن القبيلة هي من تعمل على رعاية تلك القيم والمبادئ, أو لنسمها الشرائع والقوانين, وكذلك هي من تحرسها عن طريق قوانين تسنها وتشرعنها القبائل لضمان عدم العيش بسلام والتفاعل مع الآخرين بنظام, وهي من تقوم بتعليم ناشئتها وتربيتهم على تلك الطريقة ووفق تلك القوانين, ولأنه في أحايين متفاوتة تظهر على السطح سلوكيات مسيئة في التعامل والتفاعل ما بين مجموعة التكوينات القبلية المنضوية تحت إطارٍ سياسي واحد وهو ما يسمى بالدولة, ومن تلك المظاهر السلبية وعلى سبيل التمثيل ما تحفزه القبيلة وتدعمه باسم القبائلية, ويتعدى بطريقة أو بأخرى على حريات الآخرين, أو يخدش مشاعرهم, أو حتى يكون سبباً في حدوث نوع من الفوضى, إذ إن التعرض للآخرين باسم القبائلية عادة ما يولِّد التنافس والتسابق مع الانماط المشابهة, وهو الأمر الذي من شأنه أن يجعل أمن وسلامة الجميع على محكٍ خطر بسبب التنافسية ومحاولة إثبات التفوق والأفضلية, كما أنه باعثٌ قوي على نوعٍ لا أخلاقي من المشاحنات والاحتقانات التي تخلفها مثل هذه الممارسات.
وعلى ذلك, وبما إن التهديد في مثل هذه الحالات يتجاوز إلى المساس بالتركيبة الاجتماعية لذا فإنه لزاماً على الجميع الحفاظ على التربية الوطنية ونبذ كل ما من شأنه اثارة النعرات القبلية ليظل هذا الوطن في منظومة النسيج الاجتماعي المتميز بمكانته ومكانه.
التصنيف: