حوار في مجلس الحي مع معالي وزير العدل (4)
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]ابراهيم معتوق عساس[/COLOR][/ALIGN]
وجاء وزير العدل إلى مجلس الحي المتخيل في موعده المحدد فوجد القوم في انتظاره يتلهفون إلى اللقاء لاستكمال ما طرحوه من أسئلة حول القضاء والمحاكم وكتابات عدل ونحوها من الأمور التي لها علاقة بوزارته الموقرة وبعد السلام والسؤال عن الحال أشار رئيس المجلس ببدء الحوار.
فقال الأول: يا معالي إن أحوال بعض كتابات العدل في الوقت الحالي خاصة بعد التغيير والتدوير الأخير يحتاج إلى إعادة نظر وتوجيه من معاليكم لهم فالشخص الذي يملك أرضاً مزروعة ومعروف حدودها ومعالمها ويريد بيعها على آخر فيفاجأ البائع والمشتري وكأن الأمر قضية فيها مدعي ومدعى عليه مع أن العملية بيع وشراء بالتراضي فإن كانت الأرض لا يوجد بها مساحة كلية حُوِّل إلى المحكمة أو إلى البلديات مع أن الأمر لا يحتاج إلى ذلك لأن معالم الأرض وحدودها وأطوالها واضحة وكان بيع مثل هذه الأراضي سارياً منذ عشرات السنين كما أن الأرض نفسها في حالة الرغبة في بنائها من قِبَل المشتري بعد ذلك فإن البلديات والأمانات ستتولى في التصريح الخاص بالانشاء ضبط المساحات الكلية والأمور الفنية لأي أرض فتُعطَّل بطلب المساحة الكلية عملية البيع أسابيع وتصبح المعاملة معاملات متعددة بأرقام مختلفة صادر وارد ولو كان الأمر مرتبط بوقف أو بشراء قاصر لهان الأمر ولكن البائع والمشتري ليس قاصرين فلماذا هذا التعقيد؟
وقال الثاني: يا معالي الوزير أريد أن أضيف على ما ذكره أخي أبو أحمد بأنني لاحظت أخيرا أن بعض العاملين في كتابات العدل أخذوا يقطبون حواجبهم ويُكشِّرون في وجوه الراغبين في الافراغ بيعا وشراء مع أن الأمر لا يعدو عملية توثيق بيع، ولولا هذه العملية لما وجد العاملون لهم وظائف فيها لأن الدولة وضعتهم في وظائفهم لهذا الغرض وصاحب السمو الملكي النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز أكد في أكثر من مناسبة أن الموظفين والمسؤولين أُجراء عند المواطنين ولكن البعض من هؤلاء لا يرد عليك سلام الله ألا ترى يا معالي الوزير أنهم يحتاجون إلى توجيه بأن يُحسنوا معاملة الجمهور.
وقبل أن يطرح الثالث سؤاله أشار الوزير بيده بأن لدي موعد سفر وأريد أن انهي جلستي معكم بالتأكيد على أن كل ما قيل في مجلس الحي سيكون محل عناية ورعاية وزارة العدل ولذلك أطلب منكم جميعا رفع أيديكم بالدعاء وأرجو من رئيس المجلس أن يدعو بما يفتح الله به من دعاء لكل العاملين في المحاكم وكتابات العدل.
فرفع رئيس مجلس الحي يديه وأخذ يدعو قائلا اللهم وفق وزير عدلنا لما تحبه وترضاه واجعل مخافتك وهيبتك في قلبه وأعنه على فعل كل خير وألهمه الحق والصواب اللهم وفق كل العاملين المخلصين في وزارته الباحثين عن الحق الحاكمين بالعدل في وزارة العدل اللهم ابعد عنهم أشرار الراشدين وغطرسة المتكبرين وكذب الكذابين وغدر المماطلين وأعنهم على تطبيق الحق وأبعد عنهم وساوس الشيطان اللهم أبعد عن هذه الوزارة كل من ينصر ظالما أو يُعين على ضياع حق أو يُجامل في الحق أو لا يُقيم وزنا لدوام أو نظام وضياع حق لوقف أو لقاصر أو ليتيم أو لأرملة ضعيفة، هيئ لوزيرنا أمر رشد وأعنه بالصالحين من المساعدين واجعله بطانة صالحة لولي الأمر الذي حمله الأمانة وهو بإذن الله جدير بحملها ورعايتها قولوا آمين.
فقال الجميع آمين آمين آمين فهنا تهلل وجه معالي الوزير وقال اللهم استجب وبارك الله في اخوة هذا حال مجلسهم ثم قام مودعا بمثل ما استقبل به من تحية وترحاب. ثم قال الوزير بعد أن رأى الرغبة من أعضاء المجلس إلى جلسة أخرى قال أوعدكم بجلسة في الاسبوع القادم ولكن ستكون الخاتمة.
[email protected]
التصنيف: