[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أ.د. زكريا يحيى لال[/COLOR][/ALIGN]

اي حوار جئت به هنا، ايها الملك العادل؟! وقفت طفلة تشير الى ذويها نحن في نيويورك ونشاهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين وهو يساند الفقراء، ويكافح من اجل شفاء العجز المرضي للسياميين من كل مكان، وينظر الى الكوارث بعين دامعة يدفعه ايمانه في المساعدة، ويحنو على الاطفال ليس هذا في بلده، بل في سائر انحاء الدنيا.
هكذا مضت مسيرة ملك الانسانية، محاربته للارهاب، ومعاقبته لكل من تسول له نفسه ان يرتكب جرماً، او يخالف الشريعة الغراء، او يعيق صحيحاً.
وهو الآن – اي خادم الحرمين الشريفين – قد وقف امام العالم في نيويورك في أكبر هيئة للأمم هدفها ايصال الرسالة لمن يملك الفهم للغرض الذي تم ايجادها من أجله، وكان حفظه الله قد بدأ بالحوار الوطني لأبناء بلده، انها فرصة تاريخية لم تكن واضحة قادها الرمز، والاب، في حكمة لم يعرفها التاريخ من قبل، ومن ذهنية تملك الاريحية والصفاء، والخلود، والوعظ، والنماء في بساطة ورفقة وعطف من اجل اسعاد البيت السعودي.
وبعد مشوار من النجاحات الفعلية مع ابناء بلده، تطلع المليك في عفويته المعهودة لانجاز آخر على مستوى العالم، ان العالم عرف من هو الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما دعا الأمم والشعوب بكل اشكالها وألوانها وصفاتها ومراكزها العلمية والدينية، والادبية، والسياسية، والاقتصادية، وجمهرة كبيرة بالرياض لتعلم الآخرين بأن بلادنا واهلها وحكامها وقيادتها لا تعرف الحقد، ولا الغلبة، ولا السوء، وانما تحب العشيرة والفطرة، وحسن الانصات والمساعدة في ايجاد تعايش فكري بين الجميع.
ولم يطل انتظار الملك الانسان، وهو ينظر إلى جمع آخر في \”مدريد\” في قلب اسبانيا بلد الحضارة الاسلامية، حين جلس المسيحي الى جوار المسلم، والبوذي حول اليهودي، وغيرهم من أتباع المذاهب، أليس هذا مبدأ التحاور مع الآخر؟! ان الاسلام رفيع في كيانه، سام في تطلعاته، مراع لكل أنواع البشر في حياتهم، ولم يقم على ضغينة أو تشدد، او انحراف، او سوء سلوك، بل ساهم في محاربة الجهل، ونادى بالصدق، والعدالة، وآخى بين كل الاطراف.
نعم هذا ما جاء من أجله المليك المفدى في نيويورك ليقول كلمته التاريخية لنبع صاف من الحوار البناء بين سائر الاديان، وليؤكد مجدداً بأن المملكة العربية السعودية في موقعها ومكانتها ستظل في حوار مع الأمم، وبناء يتجدد من الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ولاشك في ان الحوار سيظل مع الحجيج وهو يؤدي فريضته بعد ايام بين مكة والمدينة والمشاعر، ان حكومتنا مصدر اعتزاز للقيم والدين والتاريخ، وهي تظل في حوار له شأنه ضد تيار العنف، والتطرف، والارهاب.

[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *