[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]ياسر إسحق التميمي [/COLOR][/ALIGN]

(الطلاق، كلمة هي مصدر العديد من المشاعر السلبية من قلق وتشاؤم وخوف لا يرغب الكثيرون في الخوض في تفصيلاتها رغم أنها واقع ضخم يؤثر بطريقة وبأخرى على حياة كل منا. في دراسة حديثة عن الطلاق في قطر أحْصَت نسبته فتبين أنها ناهزت الـ 41%، أي ما يقارب النصف، وهو ما يعني ألا يخلو بيت تقريباً من هذه المشكلة سواءً بشكل مباشر عن طريق العائلة أو غير مباشر عن طريق الأقارب أو الجيران… إلخ.
من المهم معرفة الأسباب المؤدية للطلاق ودراستها ومن ثم النتائج المتوقعة له. إلا أن الأهم تحليل هذه الأسباب وبالتالي محاولة حل هذا الأمر لتفادي النتائج الخطيرة التي سيؤدي لها. ومن الخطوات الهامة التي قامت بها الدولة مشكورة وممنونة عليها: المجلس الأعلى للاستشارات العائلية. وكذلك محاولات الصلح التي يبذلها القضاة الأفاضل قبل التفريق محاولة لتفادي الطلاق بين الزوجين قدر الإمكان.
إلا أن هذين الأمرين باعتقادي هما حلول \”نهاية الطريق\” والذي لا يرغب أي شخص في الوصول إليه. فَمُهِمَّتهم تشبه مهمة رجل المطافئ الذي يسرع إلى موقع الحريق لإطفائه، ولكن السؤال: ألم يكن من الأولى تدارك أمر الحريق باتخاذ الاحتياطات اللازمة لعدم حدوثه قبل حصول المحتوم؟
يقول المثل المعروف: درهم وقاية خير من قنطار علاج. وهذا الدرهم قد يتطلب بذل الجهد للحصول عليه، لكن نتائجه تستحق بذل أقصى الجهود: الحفاظ على الأسرة.
أعتقد أنه من أهم \”دراهم الوقاية\” هو زرع قيم المفاضلة التي حث عليها ديننا الحنيف، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (أحبَّ لأخيك ما تحب لنفسك). ولو أخذنا مثلاً بسيطاً ملموساً، لا أعتقد أن من يغالي في مهر ابنته يحب أن يغالي الآخرون في مهور بناتهم إذا ما رغب في تزويج ابنه. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: يَسِّروا ولا تُعَسِّروا، وبَشِّروا ولا تُنَفِّروا.
ثم تعليم عِظَم أمر الطلاق، خاصة أن الله عز وجل أبغضه رغم تحليله له. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (أبغض الحلال عند الله الطلاق).
أيضاً عمل دورات قبل الزواج حول المعاملة الدينية والنفسية ومحاولة فهم الآخر وأهمية التحاور معه قبل أي انفعالات وفرض الرأي في تعامل الزوجين مع بعضهما وتوضيح السيرة النبوية الشريفة بهذا الشأن فالعديد من الخطوات التي يمكن لأهل الاختصاص من علماء شريعة وعلماء اجتماع وعلماء النفس اقتراحها، وليس مجرد حصر الأسباب والنتائج ثم: أدينا عملنا والسلام عليكم).

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *