[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]مالك ناصر درار[/COLOR][/ALIGN]

انتهت جامعة الدول العربية من إعداد ملف مجرمي الحرب الاسرائيليين، وتم تقديم هؤلاء السفاحين الى محكمة العدل الدولية في \”لاهاي\” بينما العالم كله تابع وقائع الجلسات واستمع مندهشا الى الاحكام الصادرة بحق القتلة الذين اغتالوا ابناء شعبنا الصامد في فلسطين طوال خمسين عاما من عمر الزمان.
وها هي بعض مشاهد المحاكمات تتداعى إلينا عبر شاشات التلفزيون من كل الاحجام والمقاسات.
ها هو اولمرت (البغل) يبكي وهو يسمع الحكم بإعدامه رجماً بالحجارة في قلب مدينة القدس عقاباً له لما ارتكبه من مجازر في حق ابناء المدينة المقدسة. اما \”باراك\” فلم تقبل المحكمة استعطافه وتبريره لأخطائه بأنها تمت تحت تأثير الامريكيين افرطوا في تدليله ثم خدعوه وانه كان يبغي عمل معروف للعرب بفرض السلام عليهم ولو بالظلام.
كانت محاكمة تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الصهيونية السابقة هي فاكهة المحاكمات فقد تبجحت امام هيئة المحكمة وهي وزيرة صهيونية تعطش لسفك دماء العرب.. اهانوها فيكرهونها.. ويدفعونها الى الاستقالة قبل ان تحقق احلامها في منصب لتولي رئاسة الكيان الصهيوني خلفاً لاولمرت وهو المنصب المغري لكل سفاح من بني اسرائيل ونتابع في نفس المشهد كيف تصل الوقاحة بالمجرم رئيس اركان الجيش الصهيوني الى المطالبة بتعويض يدفعه العرب جزاء ما فعلوه وما الحقوه به من ضرر يتضاءل امامه ما ارتكبه من جرائم في حق ابناء فلسطين.لكن المحكمة لم تأبه لتوسلاته وحججه وتبريراته فاتخذت قرارها وانزلت به عقوبة الاعدام رميا في بالوعة بالبيت الابيض الامريكي.
اما رئيس الكيان الصهيوني شامير المجرم والذي لعب دوره في عملية تعزيز مسيرة القتل وصاحبه موشيه ديان الذي لم يتمكن سوى من مشاهدة نصف الجلسات وفاق الدب ذاته مناحيم بيجين وجولدا مائير وغيرهما فقد حكمت المحكمة الجزائية الدولية بتوقيع عقوبات مشددة عليهم بنسفهم من سجلات التاريخ ومنعت ورود ذكرهم على اي لسان. وبهذه الاحكام \”العادلة\” لم تعد هناك اي مجزرة جديدة في حق الشعب الفلسطيني وتوقفت كل المباركات غير المعلنة من واشنطن للعدوان وخرج اللسان العربي من صمته واخذ \”يلعلع\” في كل الاوساط، وغابت عن الشاشات مواكب الشهداء، واستعاد الفلسطينيون ارضهم ووطنهم واسترد العرب كرامتهم وعزتهم. ولم تعد تلك المحاكمة لـ\”الفيتو الامريكي\” مفعول اكثر من فعالية الصابون في الماء المالح.
لكن الارسال توقف فجأة وعلى هزة من حفيدي الصغير حسين يوقظني بعصبية طالباً البحث عن حقيبة كتبه كي يلحق بمدرسته.
عندها ادركت ان الحلم كان جميلا رغم انه كان مليئاً بالاكاذيب، وتيقنت ان الحلم كان يعيش في نفسي ووجداني فحدقت بسقف الغرفة وانا اردد: ما اجمل ما شاهدته في الحلم من اكاذيب وسامحونا على هذه الاكاذيب، فنحن لا نكذب.. بل نتمنى.. ونتحمل..
حقق الله آمال كل العرب.. والشعب الفلسطيني المناضل وقريبا لا محالة القدس لنا والله معكم.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *