** هذا الحلم بدأ منذ أكثر من خمسين سنة، أي: منذ أن كانت أملك صحيفة “الرائد”! فإذا كان الحلم يتجدد، فإن مشروع “القطار السريع” ظل باقياً يتجدد في الذهن، وفي تجديد الكتابة في صحافتنا، بدءاً من انطلاق عجلات القاطرة بين الرياض والمنطقة الشرقية، حين أمر صقر الجزيرة الملك عبدالعزيز- رطب الله ثراه – بإنشاء السكة الحديدية يومئذ!

** كان القطار السريع حلمي، وقلمي يكتب ويذكّر بإنشاء شبكة للسكة الحديدية في هذه القارة – المملكة العربية السعودية- ولا بديل لهذه الوسيلة الماتعة السريعة التي عمت في الغرب، وفي بعض البلاد العربية التي كانت مستعمرة يومئذ!

وكنت حين أسافر إلى بلاد الغرب أتعامل في أسفاري هناك بالقطار وحده، ولا بديل له في ترحالي في تلك البلاد التي اهتمت وحققت أحسن وسيلة مريحة وسريعة، رغم أن تلك الدول الغربية تنتج السيارات كتجارة تصدرها إلى العالم العربي، وحتى البلاد المستعمرة كان القطار الوسيلة المفضلة، غير أن بلادنا كان اعتمادها في تنقلاتها في هذه القارة على السيارات وحدها التي تنفق الأموال الطائلة بدون تحديد لما يستورد ويخزن وتذهب في أثمانه الأموال الطائلة التي لا حدود لها!

** واليوم نركن إلى القاطرة مع استمرار استيراد السيارات بلا توقف، والشبان وبعض الناس كل عام يجددون سياراتهم في سباق لا حدود له، وكان ينبغي كما كنت أكتب إيقاف استيراد السيارات، واستيراد قطع الغيار، وتوفير الأموال الطائلة لتنفق داخل الوطن؛ لما ينفع الناس، غير أن السيارات تعج بها البلاد وقرى قارتنا، وتكاد تضيق بها المدن والقرى! وهذه الحال إسراف ينبغي أن يستثمر في الوطن، ونجنح إلى “المترو” والقاطرة فهما أجدى في حالتنا.. كل إنسان أب وطلاب والسيدات في المجتمع الوسيلة الوحيدة “السيارة”! وأوشك أن أقول: سوء تصرف، بل إسراف. والله لا يحب المسرفين!

** ونقرأ هذه الأيام عن القاطرة في شمال وشرق البلاد، وأن قطار جدة – المدينة المنورة وأم القرى، يشملها التنقل بهذه الوسيلة إلى مدينة رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ولسان حالنا يردد عن التوسع في انتشار القاطرة بين الرياض والمنطقة الغربية، ونطمع أن تجعل حكومتنا الرشيدة مشروع القطارات في أوليات احتياجات البلاد، فالقطار كما أرى في مقدمة خدمات الوطن، وأن يحد أو يوقف استيراد السيارات لسنوات، فذلك أجدى!

** وفي ذهني خط سكة حديدية يمتد من “حقل” شمالاً إلى “جازان” جنوباً، لتعمر هذه المساحة المستطيلة، وتجمل تلك المدن والقرى، والطريق الطويل سهل ويعمر بهذا الخط الحديدي الذي أرى أنه سيصبح مثالياً وماتعاً وعامراً بكل السبل المرادة، إذا عزم الأمر! أرجو أن تخطو حكومتنا الرشيدة هذه الخطوة بجانب إيجاد قاطرات بين الرياض وجدة! مشروع أوثر أن يكون في أوائل اهتمامات حكومتنا التي تبني للغد القريب والبعيد بحول الله وفضله، وأن يكون هذا الخط الحديدي الطويل محاذيا لشط البحر الأحمر عبر سهل وشاطئ بحرنا الغربي! والله المستعان..

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *