[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]شمس الدين درمش[/COLOR][/ALIGN]

كان الطبيب يلقب حكيماً، لأنه يصف الدواء المناسب للداء، والحكمة وضع الأمور مواصفها الصحيحة. وليس كل الأطباء في الحكمة سواء. فقد يخطئ الطبيب في تحديد المرض، فيكون وصف الدواء غير مناسب.
وجانب من حكمة الطبيب تتعلق في التعامل مع المريض بما يشعره بالاطمئنان، ويزيده أملاً في الشفاء، وهذا الجانب النفسي أو الروحي لا يقل أهمية عن الجانب المادي في العلاج، وخصوصاً أن معاناة بعض المرضى نفسية المنشأ، والطبيب الحكيم هو الذي يتوصل أو ينتبه إلى هذا الأمر، ويجعله في وصفته الطبية التي لا تصرف من الصيدلية.
وفي واقع تجارب الأطباء والمرضى قصص كثيرة تشير إلى هذا الجانب، سواء في المسلمين أو غير المسلمين. وأذكر ملاحظة بعض الأطباء تماثل المرضى الذين يؤمنون بالله وقضائه، ويستسلمون لذلك بالرضاء النفسي أسرع من الذين لا يؤمنون، ويبقون قلقين لمصيرهم. وقد أجاب بعض الأطباء في كتاب (الله يتجلى في عصر العلم) بمثل هذا الجواب، وأن هذه الملاحظة قادتهم إلى الإيمان أو رسخت إيمانهم. أقول هذا وأنا أستنكر بعض الحالات التي يصرح فيها الطبيب لمريضه بأنه لا شفاء له من مرضه! والمريض في معظم الحالات لا يستطيع تحمل مثل هذا الخبر، وتزداد معاناته.
وإذا كان من الخطأ حقيقة المرض، فإن الخطأ ايضاً مواجهة المريض مباشرة بمثل هذا. وهنا تأتي الحكمة في جانبها الإنساني الروحي، وكيف يقدم الطبيب هذه المعلومة الخطيرة ولمن يقدمها!! ويبقى عدم وجود الدواء واستحالة الشفاء تقديراً يصيب ويخطيء، فكما أن كثيراً من الأصحاء يفاجئوننا بالموت فإن كثيراً من المرضى يفاجئون أطباءهم بالشفاء، وفي التنزيل الحكيم (وإذا مرضت فهو يشفين) فيا أيها الأطباء الحكماء لا تقولوا: لا شفاء!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *