حكايتي مع زينب الغزالي
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]
•• في بداية التسعينات الهجرية كانت السيدة زينب الغزالي وهي أحد أعضاء تنظيم الاخوان المسلمين المصري تأتي إلى بلادنا لإعطاء محاضرات في مدارس البنات في كل عام وفي عام 1393هـ على ما أذكر أتت كالعادة .. ووصلت إلى المدينة المنورة وكانت تنزل في فندق التيسير، فكان أن ذهبت إليها بعد صلاة العشاء بعد أن رتب لي معها موعداً الشيخ سمان بخيت وكان مديراً ومسؤولاً عن الفندق أيامها وأجريت حواراً طويلاً معها ولأول مرة استخدمت آلة التسجيل في الحوار وتحدثت عن مكانة المرأة في الإسلام وضرورة مشاركتها لأخيها الرجل وضربت مثلاً بأن المرأة كانت تشارك في المعارك ممرضة ومحرضة وأن الإسلام لم يمنعها من فعل كل ذلك ونشر الحوار يومها على صفحة كاملة كما اعتقد فأعجبت بالحوار واتصلت بالشيخ صالح قزاز وكان مسؤولاً عن الرابطة وكانت تعرفه وطلبت منه شكر جريدة – المدينة – وشكر المحرر الذي أجرى معها الحوار.
ثم أنهت مهمتها في ذلك العام في مدارس البنات وفي العام 1394هـ أتت كالعادة لإعطاء محاضراتها في مدارس البنات وعند مراجعتها للرئاسة قيل لها ليس لك مكان في مدارسنا قالت: وقد صدمت بهذا الموقف لماذا؟!
قيل لها أنت تدعين إلى مشاركة المرأة الرجل في العمل جنباً إلى جنب..
عندها لم تجد إلا أن تنكر ذلك الحديث وأنها لم تقله وأن المحرر قال ذلك عنها.
لكن المسؤول في الرئاسة لم يستمع إلى ذلك فكان منها أن تتصل مرة أخرى بالشيخ صالح قزاز وتطلعه على الموقف والذي بدوره اتصل برئيس التحرير أيامها الأستاذ عثمان حافظ وطلب منه نشر اعتذار لأن السيدة في حاجة إلى مساعدة وأن ما تحصل عليه من مبلغ هي في حاجة إليه. وسوف تحرم من ذلك.
وكان يوماً شديد الحرارة وإذ بالأستاذ محمد صلاح الدين مدير التحرير الدينمو أو الرأس المحرك للعمل في الجريدة يتصل بي في مكتب الجريدة بالمدينة المنورة وبلهجته التي لا أنكرها كأنني أسمعها منه الآن رحمه الله.
يا أبو الشباب سوف نكذبك غداً ان شاء الله!
ولماذا يا استاذ؟!
هذه السيدة التي أجريت معها الحوار – انها – كاذبة ولو كنت موجوداً لما نشر الحوار. أصلاً إنها تقول الذي نشر لم تقله.
كان أيامها رحمه الله في بيروت ..ونشر التصحيح الذي كتبه الأستاذ صلاح الدين وأذكر جاء فيه أن الحوار أجري في المطار وتداخلت العبارات.
وذهبت السيدة «الغزالي» بالصحيفة إلى الرئاسة العامة لتعليم البنات واطلعتهم على ذلك التصحيح قائلة إن الصحيفة قد اعترفت بخطئها.. لكن المسؤول في الرئاسة لم يقتنع بذلك فرفض هذا التصحيح. فما كان منها إلا أن أبرقت إلى الملك فيصل رحمه الله تشكونا عليه وبأننا حرمناها من إلقاء المحاضرات في مدارس البنات وبحكمته المعروفة أحال رحمه الله الشكوى إلى وزير الاعلام الذي كان يومها الاستاذ ابراهيم العنقري رحمه الله، الذي أحالها إلى مسؤول المطبوعات. ودخلنا في «دوشة» التحقيق في الموضوع الذي استمر حوالي ثلاثة أشهر.
وكان في تلك الأزمة أن طلبني الصديق الأستاذ عبدالله فقيه وكان يتابع القضية وذات يوم – كلمني – هاتفياً طالباً مني الحضور لإتمام التحقيق في الموضوع فقلت له عندك رئيس التحرير هو الذي أجاز النشر وكتب التصحيح.
كنت في تلك الأثناء أبحث عن شريط الحديث الذي نشر والذي مضى عليه عام كامل وتاه في مجموعة الأشرطة التي كانت تفوق الألف شريط، وبعد أكثر من شهر من البحث والتنقيب عنه وجدته ولكنني لم أسلمه – لرئاسة- التحرير إلا بعد ثلاثة أشهر عندما شعرت بأن الأمر قد بلغ مبتغاه.
وأذكر عندما دخلت على الأستاذين عثمان حافظ رئيس التحرير ومحمد صلاح الدين مدير التحرير مكتبهما في مطابع الأصفهاني أن دهشا وهما يرياني أمامهما..
عندها قدمت لهما شريط الحديث الذي استمعا إليه بكثير من الارتياح لتنتهي هذه القصة التي كانت بطلتها السيدة – زينب الغزالي. التي حاولت أن تتخلص من الحديث بكل إصرار وتعنت.
التصنيف: