= 3 =
•• هذا يوم الثامن من هذا الشهر – الكريم – العزيز .. كان صلوات الله عليه وسلامه قد شد رحله ذاهبا من مكة المكرمة الى مشعر منى .. لكي تسقى الابل ويملأون – قرابهم – بالماء انتظاراً لليوم – الاكبر – يوم عرفة .. فتحولت تلك الارض الواسعة في ذلك الوادي من ارض لا انيس فيها الى حركة تدب الحياة في اطرافها .. ليحيي تلك الليلة في التهليل والتكبير والصلاة والدعاء انه يوم – التروية – انه اليوم الذي كان يروي البعض بان تسميته بيوم التروية بان نبي الله ابراهيم قد اراه الله سبحانه وتعالى “المناسك” في ذلك اليوم فأتت تسمية التروية من الرؤية.
انه يوم الاستعداد للذهاب الى ذلك الموقع الكريم الى وادي – عرفة – للوقوف فيه .. والتمتع بلقاء الله في اخلاص وإخبات انه يوم الحج الاكبر حيث لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج فالكل متوجهون الى خالقهم طالبين رحمته وغفرانه .. لقد نسوا ما يحيط بهم من امور دنياهم .. كل توجهم الى خالقهم بان يرحمهم وان يأتيهم من فضله ما ينقذهم من عذاب يوم يفر فيه المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه”.
انه يوم العطاء الاكبر والفوز العظيم هكذا – الحاج – يذهب الى عرفات وهو متلهف لذلك اليوم السعيد. تاركاً خلفه كل شؤونه ناسياً كل شجونه ليس امام نصب عينه الا من رب العباد؟.
فما ان ينتهي ذلك اليوم ويبدأ مشواره الى مزدلفة ويجمع حصوات حتى تتنبه ذاكرته بأن هناك أناساً قد غادرهم كان قد اختفت ملامحهم عنه طويلا.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *