[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]فريدة العبيدلي [/COLOR][/ALIGN]

تناولت في مقالة الأسبوع الماضي معاناة المرضى النفسيين وأسرهم في مجتمعنا، وجهل الكثيرين ممن حولهم بحقوقهم الإنسانية التي كفلتها لهم الشريعة الإسلامية قبل أن تنادي بها حقوق الإنسان العالمية.قد يتساءل البعض عن ماهية هذه الحقوق ؟ وهل هناك فرق بين حقوقهم وحقوق المرضى العاديين؟.نعم هناك فرق، وأسباب هذا الفرق جهل المحيطين بهم وطريقة تعاملهم معهم سواء على مستوى أسرهم أو مجتمعهم
حقوق المرضى النفسيين الإنسانية متعددة ويتصدرها حقهم في حفظ كرامتهم الإنسانية من وصمة الجنون المقترنة بهم ، وحقهم في الرعاية الأسرية والمجتمعية حكومية كانت أو على مستوى مؤسسات المجتمع المدني، وحقهم في العلاج والتأهيل وتوفير حياة كريمة آمنة، وحقهم في وظيفة تتناسب مع محدودية قدراتهم وحاجتهم للدعم والمساندة، إضافة لحقوقهم القانونية في المحاكم من حيث توفير قواعد قانونية ترتكز على مرجعية طبية تدرك طبيعة مرضهم وتأثير ذلك وانعكاسه على وعيهم وسلوكياتهم.
تشوب هذه الحقوق في الواقع ضبابية في مجتمعاتنا، كون طبيعة المرض النفسي مقترنة بصفة الجنون لدى البعض من جهة واقترانه بتأثير ومس الجن لدى آخرين من جهة أخرى.
وفي ضوء هذا الفهم الخاطئ لدى بعض الأسر يتأخر علاج بعض المرضى النفسيين للجوء ذويهم للأساليب التقليدية في العلاج بحجة عدم جدوى الأساليب الحديثة ما يضيع عليهم فرص العلاج المبكر والشفاء.
تلقيت إيميلات عدة من بعض الأخوة القراء يؤكدون فيها أهمية توعية أسر المرضى النفسيين للحد من الانتكاسات التي قد يتعرض لها مرضاهم وتسوء على إثرها حالتهم الصحية.
الحقيقة موضوع المرضى النفسيين أثار العديد من التساؤلات حول: من هي الجهات المسؤولة عن تنفيذ برامج التوعية والتثقيف بحقوق هذه الفئة وكيفية التعامل معهم
وأثار كذلك تساؤلات عدة حول أسباب عدم استعانة الجهات المختصة واستقطابهم لمراكز أو مصحات علاج وتأهيل نفسية عالمية مشهود لها بالتفوق والكفاءة في هذا المجال، على غرار استقطابهم لجامعات عالمية مشهورة ، للاستفادة من استخدامهم لأحدث طرق العلاج والبرامج التأهيلية النفسية على أن يكون ذلك لفترة محددة يتم فيها تدريب الكوادر المحلية من أطباء نفسيين وأخصائيين على طرق العلاج والتأهيل الحديثة
والاستعانة في نفس الوقت بأطباء مشهود لهم بالخبرة والكفاءة في هذا الجانب حتى لا يقع المريض ضحية اجتهادات وتشخيصات خطأ.
الموضوع ذو شجون ويعكس في الواقع معاناة العديد من المرضى النفسيين وأسرهم في ظل الحاجة الفعلية لتطوير قسم الطب النفسي في الدولة في إطار عملية التطوير الشاملة .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *